كتاب «نافذة الكلمات» للكاتب والإعلامي عبدالسلام اليمني، الذي وقّعه المؤلف في معرض الرياض للكتاب، يعد تجربة جديدة، إذ جمع اليمني في صفحات رؤيته من خلال نافذته التي أطل فيها، عما يحدث في العالم العربي والمملكة والعالم. الكتاب الذي يقع في 640 صفحة من الحجم المتوسط وصدر عن «دار لبنان للطباعة والنشر»، يضم 142 مقالاً نشرت في صحيفة «الحياة» خلال سنوات قليلة ماضية، وتناولت كثيراً من الأوضاع في المنطقة العربية والوطن. وقسّم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أقسام. تضمن القسم الأول نافذة الكاتب على «الربيع العربي من تحطيم عربة الكسب الحلال.. إلى تحطيم توابيت الانتخابات»، وتحدث فيها عبر 25 مقالاً عما حدث في العالم العربي في العام الماضي، وما أحدثه الربيع العربي من تغيرات في تركيبة التفكير للمواطن العربي، وكيف كانت عربة الشاب «بوعزيزي» بداية لتحطيم توابيت الانتخابات. كما تناول بأفكار عميقة ما يحدث في مصر وتونس وليبيا وسورية، وما آلت إليه الحال في هذه الدول نتيجة ظلم السنوات التي عاشه مواطنوها، متطرقاً إلى واقع الانتخابات العربية. غاص اليمني في المشهد السياسي العربي الحالي، وقال في كتابه: «يخرج المتهم أو المجرم من جسد الضحية كما يقال، وفي انتخاباتنا العربية يخرج المزوّر من جسد الحزب الحاكم، ويستمر الجدل الخماسي ليكون هرطقات من اللجج والجدل تنقلب بسببها الأسس والنظريات، فيصنع الصندوق الانتخابي من أموال الوطن، ويفتح بترحاب لفئة من أهل الوطن، ويصفد بالأغلال وفي ليلة ظلماء ينقل وعلى أنغام رقصة الحزب الواحد يقلب وبصوت مبرمج تعلن النتائج». القسم الثاني من الكتاب قدّم فيه المؤلف أحداث الوطن «نافذتي لأجل الوطن» وعبّر عن رؤيته، خلال 75 مقالاً، للأحداث الداخلية في المجتمع السعودي، وما مرّ به من تجارب ومواقف وتغيرات، إلى جانب توقفه عند ما صدر خلالها من قرارات غيّرت الكثير من الأوضاع بالمملكة. في إحدى مقالاته أكد اليمني أن «محبة الوطن ليست شعاراً نرفعه أو نزايد عليه، وأنها ليست مهرجاناً أو احتفالاً نعبّر فيه بشكل موقت عن محبته، ولكنها استشعار للمسؤولية وللمواطنة قولاً وعملاً، ومن يحب وطنه عليه مسؤولية الإسهام في البناء والتطوير والحفاظ على إنجازاته ومكتسباته». وبعد رحلة في أعماق الوطن انتقل الكاتب عبدالسلام اليمني في رحلة ثالثة في القسم الأخير من الكتاب وعنوانه «نافذتي حول العالم»، استهلها برؤيته حول «سقوط الأحصنة» وكيف يهتم العالم بالحيوانات وحقوقها ويهمل حقوق البشر. وينتقل الكاتب، عبر 42 مقالاً في هذا القسم إلى ما يحدث في العالم من أحداث أثرت في سلوكيات البشر وغيّرت من تصرفاتهم. الكاتب تناول أيضاً السياسة الأميركية في عهد الرئيس أوباما، وأثر تلك السياسة على العالم العربي، ليختم رحلته عبر العالم بمقالة «رسالة كرتونية في مهب الماء!».