تواجه صحيفة "هارتس" الاسرائيلية حملة هجومية واسعة من قبل الاسرائيليين، من يمين ووسط، ووصفوا الصحيفة بأنها صحيفة "حماس" والفلسطينيين. وذلك في اعقاب الموقف الذي تطرحه الصحيفة في كلمتها اليومية من عملية "الجرف الصامد" ورفضها للجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي بحق الفلسطينيين. وذكر ان مئات الاسرائيليين الغوا اشتراكاتهم، خاصة في اعقاب مقال نشره جدعون ليفي تحت عنوان "السيئون الى الطيران" وانتقد فيه طياري سلاح الجو الإسرائيليين الذين ينفّذون الهجمات الجوية في أرجاء غزة. وقد اثار هذا المقال عاصفة من النقاش والانتقادات. وجاءت هذه الانتقادات بناءا على المقال الذي كتبه الكاتب اليساري الاسرائيلي جدعون ليفي وحمل اسم "أسوأ الطيارين"، وعبر ليفي في مقالته عن اسلوب طياري سلاح الجو الإسرائيليين الذين ينفّذون الهجمات الجوية في أرجاء غزة ضد المدنيين العزل ويسمونها بنك اهدافهم، مما جعل هذا المقال يسبب عاصفة هوجاء ضد جريدة "هارتس"، التي أكدت انها لن تتأثر من مسألة إلغاء الاشتراكات مؤكدة ان لديها جمهور كبير. من جهتها قامت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بحملة دعم ومساندة لجنود الجيش الإسرائيلي وكما ساهمت صحيفة "اسرائيل اليوم" بمظاهرة تأييد للجنود الاسرائيليين في ارض المعركة وكان جدعون ليفي ذكر في مقالته، وهو يصف الطيارين الذين ينفذون الغارات الجوية على غزة "انهم يجلسون في غرف الطيارين ويضغطون ازراراً كأنهم في لعبة حرب فيصرفون امور الحياة والموت، ويرون من مكانهم العالي في السماء فقط نقاطا سوداء تجري في ذعر تحاول الفرار، وربما يرون ايضا اولئك الذين يرفعون ايديهم في رعب فظيع على اسطح المنازل، وما أن يوجه السهم الاسود الى الهدف حتى يرتفع دخان اسود". ويضيف الكاتب في مقالته "أود ان الاقي الطيار أو مستعمل الطائرة بلا طيار الذي ضغط زر الموت. كيف تنام الليل ايها الطيار؟ هل رأيت صور القتل والدمار الذي احدثته، في التلفاز لا بالمنظار فقط؟ وهل رأيت الجثث المهشمة والجرحى النازفين والاولاد المذعورين والنساء المرعوبات والدمار الفظيع الذي زرعته من طائرتك المتطورة؟ ان كل ذلك فعل يديك يا أيها الطيار الصالح".