«الفارس الأسود ينهض» إخراج: كريستوفر نولان – تمثيل: كريستيان بال، توم هاردي للمرة السادسة يأتي باتمان ليغزو الصالات والشاشات والعقول. المغامرة هذه المرة قد لا تختلف عما كان الأمر عليه في المرات السابقة... ضرب وتشويق وصراعات لا تخرج كلها عن السياق السابق، الذي كالعادة يتوّجه انتصار الخير على الشر. ومع هذا يمكن ان نقول مع عدد كبير من النقاد المنصفين الذين يتابعون السلسلة ورأوا جديداً في تناول المخرج نولان لشخصية البطل الأسطوري الخالد، ان هذا الجديد يكمن حقاً في ان المخرج، الذي اشتغل ايضا على السيناريو، لم يفته ان يعيد قراءة الشخصية بشكل يجعل من الفيلم شيئاً قريباً مما تحمله «سينما المؤلف» عادة... والحقيقة ان هذا البعد ليس بالغريب على سينما نولان، التي حتى حين تتزيّن بالخوارق والأبعاد الميتافيزيقية لا تبتعد عن عقلانية ما... ولعل هذه العقلانية هي ابرز ما في حكاية الصراع الجديدة بين باتمان وباني في هذا الفيلم. } «تويكست» إخراج: فرنسيس فورد كوبولا – تمثيل: فال كيلمر، ايلّ فانينغ مرة اخرى يعود كوبولا الكبير ليقدم عملاً جديداً له من حيث لم يكن احد يتوقع. صاحب «العراب» و «يوم الحشر الآن» وغيرها من شوامخ تاريخ السينما، يعود للمرة الثالثة تباعاً الى الفيلم البسيط والموضوع المتقشف. الى «سينما المؤلف»... ولكن هذه المرة في عمل له طابع الفيلم البوليسي الميتافيزيقي. وتدور حكاية الفيلم من حول كاتب يجد نفسه ذات يوم في بلدة صغيرة حيث دعي الى توقيع كتاب جديد له والكلام عنه. غير أنه إذ كان يجب ان يكون هو الحدث، يجد نفسه وسط دوامة تحقيق بوليسي معقد، فهنا وقعت جريمة قتل راحت ضحيتها شابة حسناء. وها هو التحقيق جار لمعرفة الدوافع والفاعل... من ناحية مبدئية، ليس للكاتب علاقة بالأمر. غير انه سرعان ما يجد نفسه متورطاً على أكثر من صعيد. كيف؟ علينا انتظار عرض الفيلم قبل ان نعرف الجواب. } «غاتسبي العظيم» إخراج: باز لارمان – تمثيل: ليوناردو ديكابريو، توبي ماغواير ليس عنوان هذا الفيلم جديداً، لا بالنسبة الى قراء الأدب الأميركي ولا بالنسبة الى عشاق السينما الأميركية الاجتماعية كما رمز اليها في سبعينات القرن العشرين ممثلون من طينة روبرت ردفورد. الحقيقة اننا هنا امام اعادة انتاج للفيلم الذي مثله هذا الأخير مقتبساً عن رواية سكوت فيتزجيرالد الشهيرة... لارمان ينجز حالياً تصوير هذا الاقتباس الجديد للرواية ولكن بعد ان جعل الأحداث، التي تدور اصلاً في اميركا الثلاثينات، تدور الآن في استراليا. السؤال الآن هو: هل يفقد هذا الانتقال الجغرافي هذه الرواية معناها بعد ان كان كاتبها فيتزجيرالد قد جعل منها مرآة حقيقية للمجتمع الأميركي و «خرافة» العصامية التي صنعت اميركا وأحلامها قبل ان تحول تلك الأحلام الى كوابيس؟ } «تايتانيك 3 د.» إخراج: جيمس كاميرون – تمثيل: ليوناردو ديكابريو، كيت وينسليت عمل قديم آخر، وليوناردو من جديد... ولكن الحكاية هذه المرة لا تتعلق بإعادة انتاج، بل بحلة جديدة تضفى اليوم على هذا الفيلم الأسطوري، الذي يبدو ان اصحابه لم يكتفوا بالأموال الطائلة التي جعلت منه قبل سنوات واحداً من أعلى الأفلام مدخولاً في تاريخ السينما، وها هم يحاولون اليوم تحويله من جديد الى دجاجة تواصل بيض الذهب، وذلك عبر لعبة تقنية حاذقة تحوله الى فيلم يعرض بتقنية الأبعاد الثلاثة. ومن المؤكد ان الرهان سوف يكون ناجحاً بالنظر الى ان قطاعات عريضة من الجمهور الذي شاهد الفيلم وحقق له نجاحه لن تجد سبباً يمنعها من مشاهدته مجسّماً ولا سيما بالنسبة الى نصفه الثاني، حيث تبدأ السفينة بالغرق في مشاهد أخّاذة بصرياً.. يومها كانت المشاهد بالصورة العادية مذهلة فكيف سيكون حاله بالأبعاد الثلاثة؟