بكين – أ ب، أ ف ب – في خطاب أشبه بوصيّة وداع أخيرة، حذر رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس، من استعادة «مأساة» الثورة الثقافية التي قوّضت البلاد خلال عهد ماو تسي تونغ، اذا لم تنفذ في شكل «ملحّ»، إصلاحات سياسية. تصريح وين ورد في مؤتمر صحافي أخير مع الصحافة في ولايته التي تنتهي عام 2013، استغرق ثلاث ساعات في قصر الشعب الكبير في ساحة تيان ان من وسط بكين، في ختام الجلسة العامة السنوية للبرلمان. ويُعتبر وين أبرز «الاصلاحيين» بين القادة الصينيين، والأكثر شعبية بينهم، وكان دعا في السنوات الأخيرة الى اصلاحات سياسية في البلاد، كما أدلى بحديث لشبكة «سي أن أن» الأميركية، حول الحريات السياسية، لكنه خضع للرقابة في الصين. وقال وين ان دافعه للحديث في هذا الشأن، هو «حسّ قوي بالمسؤولية»، مشيراً الى التفاوت الصارخ بين الأغنياء والفقراء، واستشراء الفساد وتقويض صدقية الحكومة. وأضاف: «من دون إصلاح سياسي ناجح، لا يمكن تنفيذ اصلاح اقتصادي كما يجب، كما لا يمكن تسوية المشاكل التي برزت في المجتمع، في شكل جذري، وقد نخسر المكاسب التي حققناها في هذا الشأن». «إقطاعية الثورة» ورأى أن «تأثير الأخطاء وإقطاعية الثورة، لم يتم اجتثاثهما كلياً»، معتبراً أن الاصلاح مسألة «ملحّة». وزاد: «علينا المضي قدماً في إصلاحاتنا البنيوية الاقتصادية والسياسية، ولا سيما إصلاح النظام وحوكمة الحزب والدولة». وحذر وين جياباو من أن «مأساة تاريخية، مثل الثورة الثقافية، قد تتكرر» في الصين، اذا لم تطبّق إصلاحات سياسية واقتصادية. وبعد تنظيم انتخابات بلدية هذا الشهر، هي الاولى في منطقة جنوب البلاد، صوّت خلالها السكان بحرية بعد انتفاضتهم ضد قياديين شيوعيين فاسدين، أكد وين ان الصين يمكنها ان تنتقل تدريجاً الى الديموقراطية، عبر تجارب على المستوى المحلي. وقال: «طالما ان الشعب قادر على ادارة قرية، يمكنه ادارة شؤون منطقة او دائرة، وعلينا تشجيع الشعب على المضي بجرأة في هذه الطريق، ليتدرب على هذه الممارسات». وأضاف: «اننا مقتنعون بأن الديموقراطية على الطريقة الصينية، ستواصل تقدمها مع تطور البلاد. إنها عملية لا يمكن وقفها». وتطرّق الى «الربيع العربي»، قائلاً: «يجب احترام تطلعات الشعوب العربية الى الديموقراطية، وأعتقد بأن لا قوة يمكنها لجم هذا التقدم نحو الديموقراطية». لكن وين اعتبر أن إحراق رهبان أنفسهم في إقليم التيبت، «يضرّ بالوئام الاجتماعي»، على رغم «تأثره به». تزامن ذلك مع أنباء عن تنظيم مئات الرهبان تظاهرة مناهضة لبكين، عرب الصين، بعدما أحرق راهب نفسه. ألمانيا على صعيد آخر، تعهّدت الصين وألمانيا تعزيز علاقاتهما العسكرية، اذ نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن رئيس الأركان الصيني تشين بينغ قوله خلال لقائه المفتش العام للجيش الألماني ويرنر فريرز، إن بكين «تهتم بتطوير التعاون مع الجيش الألماني الصديق، وتأمل ببذل جهود مشتركة مع ألمانيا، للدفع بالعلاقات بين الجيشين قدُماً». وأضاف: «شهدت العلاقات بين الجيشين الصيني والألماني تقدماً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، كما يواصل التعاون تحسّنه». أما فريرز فشدد على أن الصين «شريك مهم» لألمانيا، وأكد أن بلاده «ستعزز مبادلات مفيدة للجانبين بين الجيشين، على كل المستويات، كما ستدفع نحو تطوير الشراكة الاستراتيجية مع الصين».