قبل 7 أعوام - أي في منتصف موسم 2000- 2001 - قرر المدير الفني للمنتخب المصري لكرة القدم آنذاك محمود الجوهري، ضم لاعب شاب محترف في الدوري البلجيكي لم يكن تعرفه الجماهير المصرية يدعى أحمد حسام "ميدو"، وتساءلت الجماهير وقتها عن جدوى ضم هذا اللاعب الذي لم يكن قد أكمل عامه الثامن عشر بعد إلى صفوف المنتخب المصري، وجاءت الإجابة سريعة من "ميدو" في أولى مبارياته مع "الفراعنة" أمام الإمارات التي نجح فيها في تسجيل أول أهدافه الدولية. وأنهى "ميدو" أول مواسمه الاحترافية في صفوف غنت البلجيكي بعد أداء مميز ورحل لبطولة أخرى أقوى، إذ انضم إلى أياكس أمستردام الهولندي، وقضى معه موسمين شهداً خلافات كثيرة بينه وبين المدرب الهولندى رونالد كومان، فاضطرت إدارة أياكس إلى إعارة اللاعب الى سلتا فيغو الإسباني ستة أشهر، قدم فيها اللاعب أداءً مميزًا، وبعدها بدأ أحمد حسام يتقمص دور اللاعب "الرحالة" الذي لا يحب الاستقرار في فريق، وانتقل من أياكس إلى مارسيليا الفرنسي، ثم إلى روما الإيطالي ومنه إلى توتنهام الإنكليزى وأخيراً حط رحاله في ميدلسبره، قبل أن يعار الى ويغان العام الماضي ثم عاد الى مدلسبره. وخلال الأعوام الثلاثة الأخيرة لا يقوى على اللعب أكثر من 4 مباريات متتالية بسبب سلسلة الإصابات التي تدهمه في فترات متلاحقة. وانتقل "ميدو" إلى ميدلسبره، وبدأ بداية قوية معه وأحرز هدفين في أولى مباراتين، قبل أن يبدأ مسلسل الإصابات، وبدأ يغيب مباراة تلو الأخرى بداعي تجدد الإصابة قبل أن يُصاب في منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 بإصابة غريبة لم تأت نتيجة احتكاك مع أحد. الإصابة كانت التهابات في عظام الحوض احتاجت وقتها إلى جراحة في منشأ هذه العظام، وغاب "ميدو" على إثر هذه الإصابة عن الملاعب أكثر من شهرين، ثم عاد للملاعب، ولم يكمل مع "البورو" شهرين، شارك فيهما بصورة غير منتظمة حتى عاودته الإصابة ذاتها من جديد، ليجرى اللاعب جراحة أخرى في المكان نفسه، لتزداد علامات الاستفهام حول طبيعة هذه الإصابة والسبب في تجددها، وليصبح الباب مفتوحاً لتأويلات وتفسيرات تنال من حياة اللاعب الشخصية وتتهمه بالإهمال في حياته الخاصة. انتهى الموسم قبل الماضي، وأكد ميدو أنه شُفي بصورة تامة من الإصابة، وبدا المهاجم المصري مع بداية الموسم الماضي شخصاً جديداً، وسجل هدفاً في أولى مباراة له وفى المباراة التالية سجل ميدو هدفاً جميلاً أمام ليفربول، وانتعشت آمال جماهير البورو في عودة اللاعب لفورمته السابقة، ولكن كالعادة بدأ مسلسل الإصابات يعود من جديد، وهذه المرة قال إن الإصابة في العضلة "الضامة" ثم قال إنها في العضلة الخلفية، وتوقع قطاع كبير من جماهير البورو ومن المتابعين للاعب بصورة عامة أن تكون إصابة ميدو السابقة في عظام الحوض، بل تطرقوا إلى أمر آخر يتعلق بمستقبل ميدو الكروي، حيث أشيع أن هذه الإصابة إصابة مزمنة لن تمكّن اللاعب من ممارسة كرة القدم بصورة منتظمة طوال الفترة المقبلة. ثم أعير «ميدو» إلى ويغان في منتصف الموسم الماضي ليلعب بجور مواطنه عمرو زكي ولم يتألق بسبب الإصابة وعاد لميدلسبره. وأخيراً فرض ميدلسبره عقوبة مالية على "ميدو" تقدر بأسبوعين من راتبه بعدما تغيب عن معسكر استعداد الموسم الجديد. وأعلن المدير الفني للبورو غاريث ساوثجيت قرار العقوبة الموقعة على «ميدو» من خلال موقع النادي الرسمي، وأضاف: "لم أشأ أن يعرف الإعلام بما حدث". وتابع: "ميدو لم يعد بعد لميدلسبره، ولذلك عاقبناه، لكنه لاعب محترف، وسينضم للتدريبات سريعاً لأنه مرتبط بعقد مع ميدلسبره". وأشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أن ميدلسبره يسعى لبيع الثنائي «ميدو» وأفونسو لتقليص نفقات النادي في ما يتعلق برواتب اللاعبين. وفي ما يعد التخلص من ألفيس صعباً بعد مستواه المتواضع مع ميدلسبره، فإن خبرة «ميدو» قد تخطب ود أندية عدة تلعب في الدوري الإنكليزي الممتاز، إذ يحاول المدير الفني لسندرلاند ستيف بروس ضم "ميدو" إلى صفوف فريقه مع بداية الموسم المقبل. وكشفت صحيفة "ذا صن" الإنكليزية أن سندرلاند سيقدم عرضاً رسمياً لميدلسبره خلال الأيام المقبلة لضم ميدو في مقابل مليوني ونصف المليون جنيه إسترليني. يذكر أن «ميدو» لعب ستة أشهر تحت قيادة بروس في ويغان الموسم الماضي وأشاد به مدرب الفريق في أكثر من مناسبة.