اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الجيش السوري بزرع ألغام على طول الحدود مع لبنان وتركيا، في المسالك التي يستخدمها النازحون الهاربون من اعمال العنف في البلاد. ووثق تقرير المنظمة شهادات عديدة من شهود في تركيا ولبنان ومن داخل سورية إما رأوا جنوداً سوريين يزرعون ألغاماً أو قتلوا وأصيبوا بسبب ألغام. وقال ستيف جوس مدير إدارة الأسلحة في «هيومن رايتس ووتش»: «إن استخدام الألغام المضادة للأفراد يفتقر للضمير... ليس هناك مبرر على الإطلاق لاستخدام هذه الأسلحة التي لا تميز بين ضحاياها... من أي بلد هم أو من أي مكان ولأي غرض». ويستخدم نشطاء المعارضة أراضي لبنان وتركيا في جلب الطعام والدواء والسلاح إلى سورية. كما فر آلاف السوريين من العنف إلى تركيا ولبنان. وقال نائب مدير قسم الشرق الاوسط في المنظمة نديم حوري إن «النظام السوري يحاول ان يمنع الناس من دخول البلاد والخروج منها». واعتبر ان النظام السوري يقوم بهذا الامر «بشكل سيكون دموياً لأن هذه الطرق يسلكها الناس الذين يحاولون الهرب كما تستخدم لنقل الجرحى». وقال حوري إن من الصعب جداً الحصول على رقم مؤكد لعدد الجرحى بسبب الألغام التي زرعتها سورية لأن غالبية الخسائر تحدث على الجانب السوري من الحدود. ونقلت منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن شهود وعن اشخاص يعملون في تفكيك الالغام ان الجيش السوري زرع هذه الالغام في الاشهر الاخيرة ما أسفر عن وقوع ضحايا مدنيين. وبحسب حوري، فان آخر الضحايا كان شاباً بترت ساقه في الخامس من الشهر الجاري فيما كان يعود من تركيا الى الاراضي السورية. وذكرت المنظمة ايضاً ان فتى من بلدة تلكلخ في ريف حمص (وسط) المحاذية للحدود اللبنانية الشمالية فقد ساقه الشهر الماضي اثناء محاولته نقل مصاب من حي بابا عمرو الى أحد مستشفيات لبنان. ولم تصادق سورية على الاتفاقية الدولية لحظر الالغام، وهي بدأت بزرع الغام في مناطق عدة على الحدود الشمالية والشرقية مع لبنان في الاشهر الماضية. ودعت «هيومن رايتس ووتش» النظام السوري الى الكف عن زرع الالغام، مشيرة الى ان هذا النوع من الاسلحة يشكل «خطراً للمستقبل» ويوقع ضحايا على مدى سنوات. وقال التقرير إن المرة السابقة التي استخدمت فيها سورية الألغام المضادة للأفراد كانت عام 1982 خلال الصراع مع اسرائيل في لبنان. وأضاف أنه يعتقد أن مخزون سورية يتكون أساساً من ألغام روسية الصنع. في موازاة ذلك، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان «الجهات المختصة» احبطت امس محاولة تسلل «مجموعة إرهابية مسلحة» من لبنان إلى داخل الأراضي السورية في موقع جسر قمار والعريضة في تلكلخ. واشارت الى ان «الاشتباك أسفر عن إصابة عدد من الإرهابيين الذين لاذوا بالفرار مع باقي أفراد المجموعة الإرهابية باتجاه الأراضي اللبنانية».