توقع رئيس أركان الجيش العراقي الجنرال با بكر زيباري استمرار أعمال العنف سنوات عدة، على رغم تراجعها في الأشهر الأخيرة. وجاءت هذه التوقعات بعد اغتيال مدير الدائرة المالية في محافظة كركوك عزيز زرقو ميسان. وقبل مقتل أربعة مسيحيين واصابة آخرين في انفجار سيارة مفخخة امام كنيسة مريم العذراء لطائفة الكلدان في شارع فلسطين، شرق بغداد، بعد سقوط ثمانية جرحى في استهداف ثلاث كنائس أمس، وأخرى ليلة السبت الأحد. وأوضحت المصادران «السيارة كانت متوقفة بين الكنيسة ومسجد قائم آل محمد»، مشيرة الى ان «المسافة بين المكانين لا تتجاوز الستين مترا». وتابعت ان بين «الجرحى نساء وأطفال كما لحقت اضرار باربع سيارات فضلا عن منازل مجاورة». ونقل القتلى والجرحى الى مستشفى الكندي القريب من المكان. وكان العقيد انور قادر من شرطة كركوك (255 كلم شمال بغداد) أعلن ان «مسلحين مجهولين اغتالوا ميسان». واوضح ان: «مسلحين اوقفوا سيارته التي كان يستقلها مع ابنته صباحا في حي الدوميز، وأرغموه على الترجل منها ثم اطلقوا عليه النار وأردوه». واشار الى ان «الضحية مسؤول دائرة الرقابة المالية التي تعنى بمتابعة المخصصات المالية وابواب صرفها في الدوائر الرسمية والمشاريع التي تنفذ في المحافظة». في بغداد، أعلنت مصادر أمنية اصابة ثمانية اشخاص باستهداف ثلاث كنائس بعبوات بغداد ظهر أمس، بعد انفجار وقع في باحة احدى الكنائس في وقت متأخر ليل السبت. وقالت المصادر ان التفجيرات «طاولت كنيسة مار جاورجيوس في منطقة الغدير المختلطة جنوب شرقي بغداد، بالاضافة الى كنيسة تقع في حي الوحدة (شرق) واخرى في ساحة التحريات المجاورة»، مشيرة الى ان العبوات وضعت «قرب جدران الكنائس وليس في داخلها». وانفجرت عبوة داخل باحة كنيسة مار يوسف لطائفة الكلدان في منطقة نفق الشرطة، غرب بغداد، ليل السبت ما أدى الى أضرار مادية فيها وفي المنازل المجاورة. وقال شهود ان الانفجار حدث في اعقاب حملة امنية شملت الاحياء المجاورة. وتتعرض كنائس المسيحيين في العراق باستمرار لاعتداءات ما ارغم عشرات الآلاف منهم على الفرار الى الخارج او اللجوء الى سهل نينوى واقليم كردستان العراق. وكان عددهم قبل الاجتياح الاميركي للبلاد في اذار (مارس) 2003 يقدر باكثر من 800 الف شخص. ومنذ ذلك الحين غادر حوالي 250 الفا منهم هربا من اعمال العنف. على الصعيد الأمني ايضاً، تجددت الهجمات بصوارخ «الكاتيوشا» ضد معسكر «إيكو» الأميركي في الديوانية (180 كلم جنوب بغداد). وقال رئيس مجلس المحافظة جبير سلمان الجبوري إن «صاروخي كاتيوشا سقطا، فجر أمس، في محيط المعسكر ولم تسجل إصابات او خسائر مادية»، وأكد في اتصال مع «الحياة» ان «قوات الامن التي فرضت طوقا على مكان إطلاق الصواريخ في ناحية السدير، بدأت تنفيذ حملة تفتيش في المنطقة بحثا عن صواريخ أخرى». لافتا إلى أن «هذا أول استهداف للقاعدة بعد انسحاب القوات الأميركية من الديوانية نهاية الشهر الماضي». وقال قائد فرقة المشاة الثامنة في الجيش العراقي في منطقة الفرات الاوسط الفريق الركن عثمان الغانمي ل «الحياة» ان «الوضع تحت السيطرة وليس هناك مخاوف ولا داعي للتوجس من عودة الجماعات المسلحة الى المدينة». من جانبه، قال الناطق باسم القوات الأميركية المقداد جبريل «تعرض معسكر ايكو في الديوانية الى قصف بثلاثة صواريح كاتيوشا ليل السبت - الاحد». واضاف ان «القوات الاميركية انسحبت من المدن كلها لكن بقي في معسكر ايكو بعض الجنود من البناء والإعمار والاستشارات الهندسية».