أكدت القاهرة أمس، أن القمة الخامسة عشرة لحركة «عدم الانحياز» بعنوان «التضامن الدولي من أجل السلام والتنمية»، تأتي في لحظة تاريخية تفرض على دول العالم النامي توضيح رؤيتها للتغيرات التي شهدها العالم بما يضمن تحقيق مصالحها. وصرح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس بأن مصر ستواصل الاضطلاع بمسؤوليتها في التعبير عن آمال الدول النامية وتطلعاتها وبلورة الرؤى والحلول للتعامل مع التحديات العالمية. وفيما كان الرئيس السوداني عمر البشير من أوائل الرؤساء الذين حضروا إلي مصر للمشاركة في القمة، تأكد أمس غياب العاهل الأردني لظروف خاصة، فيما اعتذر عن عدم الحضور كل من أمير قطر والرئيسين السوري والإيراني. ويشارك في أعمال القمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورؤساء ووزراء وممثلون لحوالى 150 دولة ومنظمة عالمية. وأعلنت مساعدة وزير الخارجية للهيئات والمنظمات الدولية السفيرة نائلة جبر أنه في إطار الوثائق الختامية الصادرة عن القمة الخامسة عشرة لحركة دول عدم الانحياز، سيصدر إعلان خاص بالقضية الفلسطينية وآخر خاص بدور الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا الذي يتزامن عيد ميلاده مع عقد هذه القمة. كما يصدر في اختتام القمة إعلان شرم الشيخ ويعكس باختصار أهم الموضوعات الخاصة بالحركة كمواضيع نزع السلاح والديموقراطية وحقوق الإنسان والاتجار بالبشر والأممالمتحدة والموضوعات الخاصة بالبيئة والغذاء والصحة والأزمة الاقتصادية وحرية الإعلام. وتبدأ اليوم في شرم الشيخ اجتماعات وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز ولمدة يومين للتحضير لاجتماعات القمة لزعماء دول الحركة يومي الأربعاء والخميس المقبلين. ويتحدث في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري وزير خارجية كوبا ادواردو بارييلا بصفة بلاده رئيس الدورة الرابعة عشرة لقمة عدم الانحياز، ويعرض الخطوات التي قامت بها بلاده والحركة خلال السنوات الثلاث الماضية. كما يلقي أبو الغيط كلمة في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري يطرح خلالها الخطوط العريضة لرؤية مصر لكيفية تطوير حركة عدم الانحياز خلال المرحلة المقبلة، وخصوصاً خلال السنوات الثلاث التي تتولى فيها مصر رئاسة الحركة. ثم تبدأ الجلسة العامة للاجتماع الوزاري والتي يتم فى بدايتها إقرار جدول أعمال الاجتماع واعتماد التقرير المرفوع إليهم من كبار المسؤولين وإقرار الإجراءات الخاصة بالإعداد للقمة. كما يتم اختيار أعضاء مكتب الاجتماع الوزاري والنظر في الطلبات المقدمة لقبول أعضاء جدد أو مراقبين أو مدعوين للانضمام للحركة والنظر في التصديق على الوثائق الختامية المرفوعة من اجتماع كبار المسؤولين. ويواصل وزراء خارجية دول عدم الانحياز مناقشاتهم يوم غد الثلثاء في جلسة موسعة مخصصة لتدارس موضوع الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية الحالية ويقوم وزراء الخارجية في ختام اجتماعاتهم بإقرار التقرير الذي أعدته اللجنة الوزارية التمهيدية لرفعه إلى القمة. فيما يعقد وزراء الخارجية الأعضاء في اللجنة الوزارية لحركة عدم الانحياز حول فلسطين اجتماعاً اليوم للنظر في تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام. وكانت اجتماعات كبار المسؤولين في الحركة أدخلت أكثر من عشرة تعديلات على الوثيقة الختامية التي تضمنت موقف الحركة من الأزمة المالية العالمية وإصلاح الأممالمتحدة وجولة الدوحة لمنظمة التجارة العالمية. وأكدت الوثيقة التأثير السلبي للإجراءات الأحادية التي تفرضها بعض الدول المتقدمة في ما يتعلق بالإصلاحات المنشودة عالمياً وعدم تعاونها في شكل كاف مع الدول النامية. وأكدت الوثيقة أن الحركة ما زالت تسير في جهودها على أساس المبادئ التي تأسست عليها قبل نصف قرن، وأن دورها لا يزال مهماً ومطلوباً على الساحة الدولية، وخصوصاً في المنعطف الدولي الحالي. وتؤكد الحركة ضرورة تعزيز التعددية والبعد عن الأحادية القطبية ودعم الدور المحوري للأمم المتحدة والدفاع عن مصالح الدول النامية ومنع تهميشها.