أوضح خبير اقتصادي أن 10 في المئة من مستخدمي الإنترنت في السعودية يشترون سلعاً عبر الإنترنت، مشيراً إلى أن أعمار 80 في المئة من المتداولين عبر الإنترنت تتراوح بين 18 و 45 سنة. وقال المدير العام لشركة «سوق كوم» عباس صفدية ل «الحياة» إن الجوالات تأتي في الترتيب الأول بالنسبة إلى المشتريات عبر الإنترنت، تليها الأجهزة اللوحية والإلكترونيات والعطور والإكسسوارات والملابس والأدوية، وتبلغ قيمة التجارة الإلكترونية في السعودية والخليج 800 مليون دولار سنوياً، مشيراً إلى أنه يتم التأمين على قطع الذهب المرسلة عبر البريد بنسبة 3 في المئة. وأضاف أن هناك نمواً في حجم مستخدمي الإنترنت في المملكة بصورة مطردة، إذ بلغت نسبة مستخدمي الإنترنت في المملكة حالياً 45 في المئة من مجموع السكان، وغالبية المستخدمين من شريحة الشباب، ما يسهل الوصول إلى الفئة المستهدفة للتجارة الإلكترونية في السعودية. وذكر صفدية أن الدعم الحكومي كان له الأثر الأكبر في تعزيز نمو قطاع التجارة الإلكترونية في المملكة، خصوصاً عقب اعتماد مشروع سداد النظام المركزي لعرض وتسديد المدفوعات المختلفة إلكترونياً، الذي يعكس الحرص على إيجاد نظام خاص بالمعاملات المالية في بيئة إلكترونية آمنة عن طريق الإنترنت أو الهاتف أو أنظمة الصراف الآلي. إلى ذلك، قال صفدية في محاضرة ألقاها بغرفة الرياض، مساء أول من أمس، بعنوان «التسويق الإلكتروني في السعودية.. قصة نجاح»، إن «التجارة الإلكترونية تتجه للنمو والنجاح ليس في أسواق العالم فحسب ولكن في السوق السعودية، نتيجة التنامي المتزايد لاستخدام الإنترنت ومع إدخال التحسينات المستمرة على نوعية وسرعة الخدمة، مع ملاحظة أن الشريحة الأكبر التي تستخدم الإنترنت هي من فئة الشباب الذين يتميزون برغبتهم المستمرة في الشراء». وأكد أهمية توافر الصدقية والضوابط التي تحكم عملية البيع والشراء عبر ما يعرف بالتجارة الإلكترونية، وقال إنه مع تنامي هذا النمط من التجارة فمن الضروري أن تقابله زيادة في إصدار التشريعات المنظمة للتجارة التي تضمن حقوق أطرافها بما يسهم في زيادة الثقة بها. وأشار صفدية خلال نقاشه مع الحضور إلى أنه من الواجب أن تتحالف مواقع التسويق والبيع مع محركات البحث الشهيرة مثل «ياهو» و«مكتوب» للإعلان عن النشاط التجاري للموقع من خلال هذه المواقع العالمية، إضافة إلى تبادل المساحات الإعلانية مع عدد من المواقع الإلكترونية الإخبارية والتجارية، ما يتيح فرصة اجتذاب عملاء جدد من دون كلفة إعلانية. ونصح المحاضر البائعين بعدم الإعلان عن سلعهم ومنتجاتهم عبر المنتديات، وعلل ذلك بغياب الرقابة والتنظيم في هذه المنتديات، وضعف إمكانات البحث، وصعوبة المقارنة بين السلع، فضلاً عن زيادة محاولات الاحتيال التي يمكن أن يقع ضحية لها البائع أو المشتري. ولفت إلى أن تحديات ومعوقات تطبيق التجارة الإلكترونية تكمن في أسباب عدة، منها البريد والبنية التحتية للبريد السعودي غير المناسبة. وذكر تقرير اقتصادي متخصص صادر عن مجموعة المرشدين العرب أن السعودية تتصدر الدول العربية من حيث نمو حجم التجارة الإلكترونية الذي بلغ 12 بليون ريال، وذلك في ظل ارتفاع عدد مستخدمي خدمات التجارة الإلكترونية إلى 3.5 مليون مستخدم أي ما يمثل 14.26 في المئة من عدد السكان. وعزا التقرير أسباب هذه الطفرة التنموية التي تشهدها التجارة الإلكترونية في المملكة إلى ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت، وانتشار استخدام البطاقات الائتمانية على نطاق واسع، وارتفاع عدد شركات الدفع الإلكتروني، ودخول قطاعات جديدة للتجارة الإلكترونية مثل شركات الطيران الاقتصادي، وانتشار الألعاب الإلكترونية التفاعلية في الوقت الذي يمثل فيه الشباب نحو 50 في المئة من سكان المملكة، إضافة إلى نمو التجارة الإلكترونية على مستوى المنطقة بنسبة 300 في المئة خلال العامين الماضيين.