توعّدت المعارضة الروسية بتنظيم مظاهرة "مليونية" قبل تنصيب فلاديمير بوتين رئيساً، وجددت تأكيدها على اعتبار الانتخابات الرئاسية التي جرت في 4 آذار(مارس) الحالي "غير نزيهة" و"غير حرة". ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن سيرغي أودالتسوف، أحد منظمي مظاهرة المعارضة في جادة "نوفي أربات" بموسكو، قوله إن القوى المناوئة للنظام ستواصل فعالياتها الاحتجاجية حتى يوم تنصيب بوتين رئيساً جديداً للدولة في 7 أيار(مايو) المقبل، متوعداً بأن المعارضة ستنظم مظاهرة "مليونية" في موسكو وغيرها من المدن الروسية في عيد الأول من أيار(مايو) القادم. من جانبه قال الزعيم الليبرالي فلاديمير ريجكوف أحد قادة المعارضة الروسية في كلمة ألقاها أمام الحشد إن المعارضة "ستواصل نضالها من أجل ضمان حرية الكلمة في روسيا وإجراء انتخابات جديدة إلى البرلمان الروسي وكذلك انتخابات رئاسية جديدة بعد إدخال تعديلات على التشريعات الساري مفعولها أو سن قوانين جديدة". وطالب ريجكوف برفع الرقابة عن وسائل الإعلام والإفراج عن سجناء ومعتقلين سياسيين، داعياً الحضور إلى جمع تبرعات لدفع أتعاب محامي الدفاع عن هؤلاء الناس "الشرفاء". ورداً على سؤال من أحد المراسلين عن معنى التهنئة التي قدمها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى فلاديمير بوتين بمناسبة فوز الأخير بالانتخابات الرئاسية، قال ريجكوف إن هذه الخطوة الديبلوماسية لا تهم المعارضة الروسية والتي لا تسترشد إلاّ بتطلعات المواطنين الروس نحو التغيير لدى تبني أجندة عملها السياسي من دون الأخذ بعين الاعتبار العوامل الخارجية، بما فيها موقف الإدارة الأميركية الحالية. وقدّم خطباء آخرون تكلموا أمام التجمع أمثلة عديدة و"مقنعة"، في نظرهم، لطبيعة الخروقات والانتهاكات التي تم تسجيلها أثناء الانتخابات الرئاسية وقبلها البرلمانية في كانون الأول(ديسمبر) الماضي والتي اعتبرت اللجنة المركزية للانتخابات معظمها "عارية عن الصحة" أو "مفتعلة" أو "غير جدية"، ومنها استخدام وسائط النقل التابعة لمختلف المؤسسات العامة والخاصة لتأمين حضور الناخبين إلى مراكز الاقتراع. وأيد أحد أقطاب المعارضة من حزب "حرية الشعب" غاري كاسباروف، وهو بطل العالم الأسبق في الشطرنج، آراء الخطباء حول عدم نزاهة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في روسيا قائلاً إن "المعارضة الحقيقية منعت من المشاركة فيها، بينما يعتبر كل من غينادي زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي وفلاديمير جيرينوفسكي زعيم الليبرالي الديمقراطي وسيرغي ميرونوف مرشح "روسيا العادلة" الذين تنافسوا مع بوتين، بمثابة خصوم وهميين كاريكاتيريين يشكلون الموالاة في حقيقة الأمر". وقالت مصادر في شرطة العاصمة إن عدد المشاركين في الفعالية المرخص لها من قبل سلطات موسكو بلغ 10 آلاف شخص فيما قالت المعارضة إنه تراوح بين 20 ألفا و25 ألفا، على الأقل. وتجدر الإشارة إلى أن فعالية اليوم أقيمت رغم أن اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا أعلنت فلاديمير بوتين الذي فاز بالانتخابات الرئاسية بحصوله على نسبة 63.6% من أصوات الناخبين، رئيسا جديدا منتخبا للبلاد، وتم تحديد يوم 7 أيار/مايو القادم موعدا لتسلم بوتين مهام منصبه رسميا. وأوقفت الشرطة 25 فرداً من أنصار إحدى الحركات القومية المتشددة شاركوا في التجمع في جادة "نوفي أربات" إلى جانب ممثلي التنظيمات اليسارية والليبرالية والشبابية المختلفة الأخرى. وكانت الشرطة أطلقت سراح 250 شخصاً بمن فيهم 25 من قيادات المعارضة اعتقلتهم عقب المظاهرة المماثلة السابقة التي أجريت بمشاركة 15 ألف شخص في 5 الشهر الحالي في ساحة "بوشكينسكايا" في قلب موسكو عقب الانتخابات الرئاسية مباشرة. واحتشد الآلاف من معارضي بوتين اليوم السبت في وسط العاصمة موسكو احتجاجاً على الإنتخابات الرئاسية التي جرت مطلع الشهر الجاري وأدت إلى فوزه ووصفوها بغير العادلة. وذكرت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" أن الشرطة قدرت عدد المشاركين في تظاهرة اليوم بحوالي 10 آلاف شخص، فيما قدر متحدث توجه إلى المحتجين من على المنصة الرقم ب25 ألف شخص. وحشدت شرطة العاصمة الروسية هذه المرة أعدادا كبيرة من عناصرها في محيط مكان إقامة التجمع الخطابي في جادة "نوفي أربات وأعلنت أنها ستتصدى لأي محاولة لزعزعة استقرار النظام العام في المدينة من قبل المشاركين في الفعالية الاحتجاجية. وشارك في المظاهرة ناشطون ليبراليون وقوميون وشيوعيون تحت عنوان "من أجل انتخابات عادلة". وتتهم المعارضة السلطات بالتحيز إلى بوتين وارتكاب عمليات تزوير، وقالت إن نسبة التأييد له كانت أقل من نسبة 63% التي حصل عيلها. وكان بوتين نفسه اعترف بحصول مخالفات ولكنه أكد أنها كانت أقل من أن تكفي لإحداث فرق في النتيجة. وتأتي احتجاجات اليوم بعد مظاهرات كبرى شهدتها روسيا في الأشهر الماضية عقب الإنتخابات البرلمانية في كانون الأول(ديسمبر) الماضي التي أدت إلى فوز حزب "روسيا الموحدة" الحاكم ولكنه فقد أغلبية الثلثين في مجلس الدوما.