أعلن معاون وزير النفط السوري عبده حسام الدين امس، انشقاقَه عن حكومته ليصبح أرفع مسؤول مدني ينشق عن النظام. ورحبت المعارضة السورية بالخطوة وتوقعت المزيد من الانشقاقات. وقال حسام الدين في فيديو وضع على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب: «أعلن انشقاقي عن النظام واستقالتي من منصبي كمعاون وزير النفط والثروة المعدنية... وأعلن انضمامي الى ثورة هذا الشعب الأبي الذى لم ولن يقبل الضير مع كل هذه الوحشية التي يمارسها النظام ومن يواليه لقمع مطالب الشعب في نيل حريته وكرامته». وأضاف: «أقول لهذا النظام الذي ادعى انه يملك الارض... لا تملك إلا موطئ الدبابة التي تحركها وحشيتك بقتل الأبرياء، والتي قطعت أوصالها بحواجز الرعب بدلاً من ان تكون حواجز الامن والامان للمواطن، وألبست من ادعيت أنه شعبك عاماً كاملاً من الأسى والحزن، وقطعت عنه أبسط مقومات الحياه والإنسانية، وأحلت البلاد الى شفير الهاوية بتعنتك وتكبرك وانفصالك عن الواقع». وبدا حسام الدين، الذي كان يرتدي حلة وربطة عنق، مسترخياً وهو ينظر مباشرة الى الكامير ويقرأ -في ما يبدو- من بيان مُعَدٍّ على شاشة جهاز كمبيوتر محمول. وقال: «رسالة الى زملائي، لقد قضيت في السلك الحكومي 33 عاماً تقلدت فيها العديد من المناصب، ولا أريد أن أنهي حياتي الوظيفية في خدمة جرائم هذا النظام، لذلك آثرت أن أنضم الى صوت الحق، مع علمي بأن هذا النظام سوف يحرق بيتي ويلاحق أسرتي ويلفق الكثير من الأكاذيب. وأنصح زملائي بعد عام من السكوت على جرائم هذا النظام، ان يتخلوا عن هذا المركب الهالك الذى أوشك على الغرق، فدماء الشهداء لن تغفر لمن استمر فى التواطؤ معه بذريعة أنه موظف أو ينفذ الأوامر». وكانت السلطات عيَّنت حسام الدين (58 عاماً) في منصبه الحالي بموجب مرسوم رئاسي عام 2009. وقال حسام الدين في كلمته، إن اقتصاد البلاد «أوشك على الانهيار». ولم يرد ذكر لهذا الانشقاق في وسائل الاعلام الحكومية. وعبده حسام الدين متزوج وله اربعة اولاد، متخرج من كلية الهندسة الكيميائية والبترولية في جامعة البعث في سورية. يتكلم الانكليزية، وقد شغل مناصب عدة في شركات نفطية ومؤسسات عامة. وتقول مصادر في المعارضة، إن الحكومة «توقفت فعلياً» عن العمل في المحافظات التي مثلت معاقل للانتفاضة، مثل حمص وإدلب في الشمال الغربي. لكن الانشقاقات المعلنة ظلت نادرة داخل الأفرع المدنية للدولة على الرغم من انشقاق آلاف من الجنود والمجندين السنة الذين يمثلون الجزء الاكبر من المنشقين عن الجيش منذ اندلاع الانتفاضة في آذار (مارس) الماضي. ورحب رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون باستقالة حسام الدين، متوقعاً حصول المزيد من «الانشقاقات السياسية والإدارية» في سورية. وقال غليون في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من باريس: «احيي نائب الوزير الذي انشق عن النظام، وأدعو جميع الافراد في الوزارة والمسؤولين الاداريين... لأن ينشقوا عن هذا النظام وأن يلتحقوا بصفوف ثورة الحرية والكرامة». وأضاف انه يتوقع «ان تكون هناك بالتأكيد شخصيات اخرى سياسية وإدارية ستنشق عن النظام الذي يدخل الآن في مرحلة لم تحصل من قبل، مرحلة تفكك حقيقية بسبب الاستخدام غير الإنساني والوحشي للعنف ضد المواطنين». وتابع: «لا أعتقد أن هناك مواطناً سورياً او مسؤولاً سورياً له ضمير يستطيع ان يستمر ويقبل بأن يخدم في اطار هذا النظام»، معتبراً ان «ليس هناك سياسة في سوريا»، وان جميع المسؤولين «إداريون».