وصل إلى القاهرة مساء أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي سيجري اليوم محادثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري في محاولة لوضع نهاية لتدهور الأوضاع في قطاع غزة. واستعرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في القاهرة أمس وزير الخارجية المصري نتائج لقاءاته في المنطقة أملاً في إيجاد حل. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية إن المحادثات تركزت على سبل تفعيل المبادرة المصرية لوقف النار، والتحرك الفوري لإيقاف نزيف دماء الأبرياء الفلسطينيين، مجدداً التأكيد على أنه ليس هناك أي تغيير ببنود المبادرة المصرية. وكان الامين العام للامم المتحدة حضّ اسرائيل على «بذل المزيد من الجهد» لتجنب سقوط مدنيين في قطاع غزة، ودعت الكويتالاممالمتحدة إلى وضع حد «للعدوان الاسرائيلي» على القطاع، فيما نفت قطر وجود «مبادرة خاصة» لديها لوقف النار. وجاءت تصريحات بان كي مون خلال جولة له الى المنطقة، بدأها في الدوحة مساء الأحد ثم زار الكويت أمس قبل ان يصل الى القاهرة الاثنين، كما ان جولته تشمل كذلك القدس ورام الله وعمان. وفي الكويت، جدد وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح خلال لقائه مع بان كي مون «موقف الكويت الثابت الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق وادانة كافة الاعمال العدوانية الاسرائيلية التي يتعرض لها في قطاع غزة». وحضّ المجتمع الدولي على وضع حد «للعدوان» الاسرائيلي على غزة. وشدد «على التزام الكويت ودعمها لما جاء في المبادرة المصرية التي تدعو الى وقف فوري لاطلاق النار حقناً للدماء وحرصاً على ارواح الابرياء». وكان بان كي مون أجرى بعد وصوله محادثات مع أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح. والاحد استقبلت الكويت، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس التعاون الخليجي، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الذي عاد الى الدوحة أمس والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفي بداية جولته في الدوحة، حضّ الامين العام للأمم المتحدة اسرائيل على «ممارسة اقصى درجات ضبط النفس وان تبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين»، مضيفاً ان عليها كذلك ان «تحترم القانون الانساني» في الحملة العسكرية التي تشنها منذ 8 تموز (وليو). وكان با كي مون دعا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية القطري خالد العطية في الدوحة مساء أول من أمس اسرائيل الى «ممارسة اقصى درجات ضبط النفس» لتجنب سقوط مدنيين، وطالبها ب»احترام القانون الانساني»، كما دان «العمل الفظيع» الذي قامت به اسرائيل في حي الشجاعية في قطاع غزة حيث شنت هجوماً فجر الاحد ادى الى استشهاد اكثر من 72 فلسطينياً واصابة 400 على الاقل. من جهته قال الوزير القطري ان «المشاورات ما زالت جارية من أجل وقف إطلاق النار حيث يفترض على الجميع العمل والمساهمة في ذلك لأن الشعب الفلسطيني لم يعد يقبل بحالة الحصار الطويل وهو يرى عدم اهتمام المجتمع الدولي». واضاف: «إننا في قطر لا ندعي أن لدينا مبادرة خاصة. نحن فقط نقلنا مطالب الشعب الفلسطيني وليس من المهم عندئذ من يحقق شروط الشعب الفلسطيني، إذا تحققت له العدالة وإن كانت نسبية». ودعا العطية الى «سرعة التحرك الدولي من أجل وقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين» ورأى «أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية لإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة ولتمكين الشعب الفلسطيني من العيش بكرامة وتوفير الحماية الدولية لهم»، كما «حذر من أن عجز المجتمع الدولي عن وضع حد للجرائم الإسرائيلية التي تمارس يوميا ضد الفلسطينيين ينذر بنتائج إنسانية وخيمة». ومساء الاحد التقى الامين العام في الدوحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتم خلال اللقاء «بحث آخر تطورات العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد على قطاع غزة، والمجازر الإسرائيلية التي ترتكب بحق الأبرياء من المدنيين وآخرها مجزرة حي الشجاعية، وسبل وقف العدوان». من جهته أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «عدم وجود خلافات بين الدول العربية وبين السلطة الفلسطينية وحركة حماس في ما يخص وقف العدوان على غزة ومطالب رفع الحصار وفتح المعابر». وقال عريقات للصحافيين اثر لقاء عباس وبان كي مون: «نحن نركز الآن على انهاء العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني».