اعتذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن عدم قبول دعوة وجهها إليه نظيره الأميركي باراك أوباما لحضور القمة الأفريقية- الأميركية التي تستضيفها واشنطن الشهر المقبل، في إشارة جديدة على استمرار التوتر في العلاقات بين البلدين. ونفى ديبلوماسي مصري ل «الحياة» أن يكون سبب الرفض تأخر واشنطن في توجيه الدعوة، وقال إن «مصر تسلمت الدعوة في وقت مناسب (مطلع الشهر الجاري) نظراً إلى إجراء الانتخابات الرئاسية وتنصيب الرئيس المنتخب... كما أن الدعوة حملت عبارات رقيقة من الرئيس الأميركي». وعزا مساعد وزير الخارجية السابق رخا حسن، اعتذارَ السيسي إلى أن «الطريقة التي قُدمت بها الدعوة لم تكن جيدة، على رغم أن السيسي قال في تصريح سابق إنه لا يمانع من المشاركة في هذه القمة إذا ما وجهت إليه الدعوة بالطريقة المناسبة». وأوضح أن «الدعوة لم تتضمن سوى مشاركة الرئيس في اجتماعات القمة من دون تحديد جدول أعمال أو لقاءات ثنائية على هامش القمة، لاسيما أنها الزيارة الأولى بعد انتخابه رئيساً لمصر». ولفت إلى أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري للقاهرة «كانت مليئة بالمواقف الأميركية المتناقضة، ما لم يشجع السيسي على الذهاب إلى الولاياتالمتحدة، خصوصاً أن الحالة الأميركية تجاه مصر لم تصل بعد إلى درجة الصفاء، بدليل أنه على رغم إفراج واشنطن عن جزء من المساعدات إلا أن مجموعة في الكونغرس قدمت طلباً لخفض إجمالي المساعدات إلى 400 مليون دولار» بدل 1.3 بليون دولار حالياً. وأشار إلى أن «الولاياتالمتحدة قررت أيضاً إرجاء إعادة التمثيل الديبلوماسي إلى درجة سفير، ولم يتسلم السفير الجديد روبرت ستيفن بيكروفت مهام عمله في القاهرة على رغم ترشحه لهذه المهمة منذ 8 أيار (مايو) الماضي واعتماده من قبل الإدارة المصرية رسمياً». واعتبر مساعد وزير الخارجية السابق حسين هريدي قرار السيسي «حكيماً»، وقال ل «الحياة» إن «الظروف الحالية حتمت على الرئيس عدم التواجد في دولة تفرض عقوبات على مصر وتضيق على القاهرة منذ 30 حزيران (يونيو) 2013 وحتى اليوم. الاعتذار رسالة قوية إلى الولاياتالمتحدة بأن مصر دولة قوية وأن التعامل معها يجب أن يراعي المشاعر القومية والكبرياء المصري، وأن العلاقة ليست من طرف واحد، وسياسة مصر لم تعد مجرد رد فعل بل قادرة على الفعل».