نيقوسيا - ا ف ب - استيقظت قبرص على حلم نجح أبويل نيقوسيا الإربعاء الماضي في تحويله إلى حقيقة بعدما حقق «المعجزة» أمام ليون الفرنسي وأصبح أول فريق قبرصي يبلغ الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. من المؤكد أن أبويل نيقوسيا لم يكن في حسبان عمالقة القارة الأوروبية عندما انطلقت مسابقة دوري أبطال أوروبا الصيف الماضي بأدوارها التمهيدية، إلا أن فريق المدرب الصربي إيفان يوفانوفيتش تمكن من فرض نفسه «الحصان الأسود» بعدما نجح ببلوغ دور المجموعات ثم تصدر مجموعته أمام فرق من عيار بورتو البرتغالي وشاختار دانييتسك الأوكراني وزينيت سان بطرسبورغ الروسي، وأصبح أول فريق قبرصي يصل إلى الدور الثاني. اعتقد الجميع بأن القبارصة سيكتفون بإنجاز تخطي دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخهم، لكن الحلم تواصل أمس عندما نجح فريق الجزيرة في الإطاحة بليون بعد أن تغلب عليه بركلات الترجيح 4-3، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بتقدمه 1-صفر بفضل البرازيلي غوستافور ماندوكا، وهي النتيجة التي انتهى عليها لقاء الذهاب لمصلحة الفريق الفرنسي. وما أن أطلق الحكم صافرة النهاية حتى ضجت طرقات العاصمة القبرصية بالمشجعين الذين احتفلوا حتى ساعات الصباح الأولى بهذا الانجاز التاريخي الذي تصدر عنواين الصحف الصادرة اليوم الخميس، إذ اعتبرت صحيفة «سبورت داي» الرياضية أن أبويل رفع عجائب العالم إلى ثماني، فيما رأت صحيفة «غول» بأن أبويل استحق لقبه «ثريولوس» أي الأسطورة، معنونة: «شكراً أسطورتنا. الكرة الأوروبية انحنت مجدداً لأبويل». أما صحيفة «فيليلفثيروس» الواسعة الانتشار فأشارت إلى أن فريق المدرب الصربي إيفانوفيتش «فطر القلوب» في أوروبا، فيما تساءلت صحيفة «سيميريني» عما يضمره المستقبل في هذه الرحلة «المجنونة» لأبويل في دوري أبطال أوروبا والتي جعلت المشجعين «يهذون فرحاً». ولم تستثن صحيفة «هارافغي» اليسارية نفسها من الإشادة بإنجاز أبويل، على رغم أنها تدعم القطب الآخر للعاصمة أومونيا نيقوسيا، وقد وصفت الفوز الدراماتيكي ب «المعجزة» التي انبثقت من مباراة «توقفت خلالها القلوب». كما أشاد المتحدث باسم الحكومة اليسارية في البلاد، ستيفانوس ستيفانو، بإنجاز أبويل اليميني، مشيراً إلى أن الأخير وضع قبرص على الخريطة الكروية، فيما اعتبر سياسيون آخرون بأن أبويل جعل «المستحيل أمراً واقعاً». ومن المؤكد أن أبويل قطع شوطاً كبيراً بين متجر الحلوى الذي شهد انطلاقه قبل 85 عاماً، والمجد الأوروبي الذي تحقق له هذا الموسم حتى في حال لم يواصل المشوار إلى أبعد من الدور ربع النهائي، وهو الدور الذي عجزت عن بلوغه أندية من طراز مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي الإنكليزيين وفياريال وفالنسيا الإسبانيين وليل الفرنسي وإياكس الهولندي وبوروسيا دورتموند الألماني وبورتو والتي لم تتجاوز حتى عقبة الدور الأول.