ليست الحالة الأولى ولن تكون الأخيرة، كتبت قبل سبع سنوات عن شابة سعودية ضحية لزواج مشترك (مصري - سعودي) شرعي ولكنه غير رسمي (من دون إذن) تعمل في مصنع للسكر في جمهورية مصر العربية براتب قدره 80 جنيهاً في الشهر، لأن الوالد حضر إلى القاهرة في احد الأيام وتزوج من سيدة مصرية وتركها بعدما قضى معها أشهر الصيف وعاد إلى بلده ولم يفكر في السؤال عنها والنتيجة فتاة في عمر الزهور بلا أوراق ثبوتية تعمل في مصنع للسكر براتب لا يكفي حتى للمواصلات العامة. لا يفاجئني ما قرأته اليوم عن المواطن السعودي الذي استقدمه والده بتأشيرة سائق، حتى يتمكن من رؤيته والعيش معه والانضمام إلى اخوانه وأخواته السعوديين. لا يفاجئني ان الوالد الملتاع الآن والذي فرح بجمع الشمل مع ابنه أخيراً بعد سنوات طويلة من البعاد والذي حكى قصة موجعة جداً عن زواجه من سيدة هندية أثناء إحدى رحلاته إلى الهند والذي انتهى بغيابه عنها بعد إنجابها الطفل الأول وقصة خلعه والتي انتهت بعدم معرفة الأب بمكان ابنه وأمه. عاد الأب إلى الوطن ليتزوج من سعودية وينجب، وبعد مرور سنوات طويلة أخبره أحد الأشخاص الهنود بأن صورته منشورة في إحدى الصحف الهندية وبجوارها صورة لابنه وعقد الزواج الشرعي والذي يطلب فيه الاستدلال على مكان والده.حاولت الأم إلحاق ابنها بعمل في السعودية حتى يتمكن من البحث عن والده وأسرته وعمل بوظيفة محاسب بمساعدة مدير مكتب استقدام عرف قصته وحاول مساعدته لتحقيق حلمه. وانتهت القصة الغريبة بلقاء الابن مع أسرته وعاد إلى الهند محملاً بأخبار سارة ليعود إلى موطنه الأصلي بتأشيرة عمل وكفيله والده! هذه القصة الغريبة ذكرتني بسبعيني كان يطلب من المسؤول في السفارة السعودية في القاهرة قبل أكثر من 20 عاماً قبول أوراق زواجه من مواطنة مصرية صغيرة جداً واذكر أن الموظف المسؤول اخبره بأنه لا يستطيع الزواج منها لأنه متزوج من أربع نساء كما هو مثبت في الملف، وكيف أجاب عليه بكل بساطة وعفوية وربما براءة أيضاً بكلمة واحدة استوقفتني طويلاً وكثيراً (شق أوراق الزوجة الرابعة هالحين أطلقها)! ولا أعلم كيفية حل هذه المعضلة الخاصة بالزواج من دون إذن رسمي والذي يكون أول ضحاياه الأبناء ولكنني اعلم أنه ينبغي تثقيف المجتمع عن مفهوم الزواج وطريقته التي من أهمها عدم ترك زوجة معلقة أو طفل من دون أوراق ثبوتية في مجتمع آخر.. ولكنني اعلم أهمية وجود بنك معلومات امني يستلزم تجديد وتحديث البيانات مرتبط بالسفارات وله قسم متعلق بالنواحي الأسرية الاجتماعية والمشكلات المعلقة. لا اعرف ما الذي حدث للمواطنة السعودية التي تعمل في مصنع للسكر ولا اعرف ما الذي حدث للسبعيني وهل اكتفى بشق الورقة الرابعة؟ وهل تزوج من الفتاة المصرية الصغيرة أم لا؟ ولكنني اعلم ان المواطن السعودي احمد الهاجري ربما يكون عانى كثيراً في حياته بسبب غياب الأب وعدم وجود أوراق رسمية تثبت هويته وجنسيته، واعلم انه أخيراً عاد إلى ارض الوطن بتأشيرة سائق! [email protected]