استمتع جمهور بطولة دبي الدولية للتنس بمباراتين على اعلى مستوى في دور نصف النهائي فقد شهد استاد نادي الطيران حضور جمهور فاق 5 آلاف (فول هاوس) كما يقول المثل الغربي. عاش الجمهور لحظات ولا اروع عاطفية وحماسية فشهد سقوط حامل اللقب نوفاك ديوكوفيتش على يد البريطاني القوي اندي موراي (2-6 و7-5) وكذلك تفاعل كثيراً مع فوز السويسري روجير فيدرر اللاعب الاكثر شعبية في البطولة على العملاق الارجنتيني خوان مارتن دل بوترو بمجموعتين احتاج بهما الى «كسر التعادل» لحسمهما (7-6 و7-6). الحدث الاهم كان في مباراة الصربي المضنف الاول على العالم امام البريطاني اندي موراي الرابع على العالم والثالث في البطولة حيث تعملق النجم امام جماهيره من الجالية البريطانية التي وجت به ما لم يحققه لها النجمين السابقين تيم هنمان وكريغ روسيدسكي. ويمكن القول إن اندي موراي صنع التاريخ في بطولة دبي للتنس فهو اوقف انتصارات نوفاك ديوكوفيتش في الدورة التي بلغت 18 مباراة فكانت المواجهة رقم 19 هي الحدث بنفسه لأن موراي حط اماله بتحقيق «السوبر هاتريك» عبر الفوز باللقب للمرة الرابعة على التوالي. اما العصفور الثاني الذي ضربه اندي موراي بهزيمته لديوكوفيتش فهو اسقاطه لأول مرة عام 2012 حيث لم يتذوق النجم الصربي مرارة الهزيمة بعدما بدأ الموسم بلقب بطولة استراليا المفتوحة حيث هزم موراي نفسه في النصف النهائي بمباراة ماراثونية انتهت بعد 5 مجموعات ثم فاز على الاسباني رافائيل نادال بعد 5 مجموعات في المباراة النهائية في مواجهة استمرت اكثر من 6 ساعات. ومما لاشك فيه ان موراي كان اكثر السعداء للثأر من ديوكوفيتش حيث قال: «اشعر بسعادة كبيرة فليس بالامر السهل ان تهزم الرقم واحد على العالم وبصراحة حاولت اقوم بنفس ما قمت به في استراليا بداية العام وانا سعيد ان الامور سارت على ما يرام». واضاف: «في استراليا كانت قاب قوسين أو ادنى من هزيمته وانا اعترف بانه احد افضل من انجبتهم اللعبة لكن اليوم قدمت ما يمكن تقديمه لعبوره». الاهم ان ديوكوفيتش تقبل الهزيمة بكل رحابة صدر وقال في المؤتمر الصحافي الذي اعقب المواجهة «لا تعطوا الامور اكبر من حجمها لأن اللاعب الافضل هو من فاز في المباراة، لكن بالنسبة إلي اشعر براحة تامة من الناحية البدينة والذهنية ايضاً». واضاف المصنف الاول على العالم: «انها فقط بداية الموسم وهناك بطولتي تصنيف (1000) في انديان ويلز وميامي وستكونان غاية في الاهمية وعلي الاستعداد جيداً». اذا كان موراي ضرب العديد من العصافير بحجر واحد فإن المصنف الاول على العالم سابقاً والثالث حالياً روجير فيدرر قام بعمل رهيب للوصول الى المباراة النهائية ويكفيه انه انقذ 5 كرات حاسمة كانت ستمنح خوان مارتن دل بوترو التعادل في المجموعات الا ان السويسري رفض الرضوخ للأمر الواقع وحسم المجموعة الثانية كما الاول بعد خوض شوط لكسر التعادل ليضرب موعداً مع موراي في المباراة النهائية. فيدرر الذي يحمل ذكرى مؤلمة امام دب بوترو من نهائي بطولة امريكا المفتوحة عام 2009 حين خسر امام راقص التانغو الارجنتيني. الملفت ان المباراة كانت متجهة الى مجموعة ثالثة.. هكذا اعتقد كل من كان يتابع المباراة لأن فيدرر تقدم في المجموعة الاولى (7-6) وفي الثانية كان التعادل (6-6) واحتكم النجمين الى شوط كسر التعادل (تاي بريك) وتقدم خلاله خوان مارتن دل بوترو (6-2) وكان يحتاج فقط الى نقطة اضافية لمعادلة النتيجة فأذاب فيدرر يضع عصارة خبرته في المباراة ويدرك التعادل (6-6) ثم يفوز (8-6) مما يعني انع كسبر 6 نقاط متتالية في شوط كسر التعادل ليفوز بالمجموعة الثانية (7-6) ويتأهل الى المباراة النهائية لمقابلة موراي. وقال فيدرر بعد المباراة وهو يمازح «موسم 2011 لم نتقابل انا وموراي ابدا لأن ديوكوفيتش كان يقطع طريقي او طريقه في نصف نهائي البطولات دائماً ومن الجيد ان موراي غير الوضعية بفوزه على ديوكوفيتش وبرأيي موراي لعب جيداً واتوقع نهائي صعب جداً امامه». ومضى فيدرر بالقول: «اندي يملك سجلاً جيداً امامي في المباريات حيث لعبنا عدداً من المباريات ونعرف بعضنا البعض واندي لاعباً رائعاً وهو اثبت ذلك هذا العام».