انتخبت اللجنة الحكومية للأخلاقيات الحيوية - تُعنى بوضع معايير وأسس أخلاقية وقانونية لضبط الأبحاث الطبية والحيوية - المملكة رئيساً لها بإجماع الدول الأعضاء خلال اجتماعها الدوري صباح أمس في مقر منظمة اليونسكو في باريس. وكان على رأس جدول أعمال اللجنة انتخاب رئيس جديد لها وأعضاء المكتب للعامين القادمين، إذ تقدمت السعودية رسمياً عن طريق المندوبية الدائمة للمملكة لدى اليونسكو بطلب الترشح لهذا المنصب، عبر ممثلها في اللجنة رئيس اللجنة السعودية للأخلاقيات الحيوية الدكتور عبدالعزيز السويلم. وتعثّر الاتفاق على التصويت في اليوم الأول، حين طلبت فرنسا تأجيل الانتخابات إلى اليوم التالي، وأيدتها في ذلك عدد من الدول الأوروبية، من أجل مزيد من التنسيق والتشاور. واجتمعت اللجنة في اليوم التالي (أمس)، بعد أن قامت المجموعات بالتنسيق فيما بينها، كما قام وفد المملكة بمساع لدى الدول الصديقة لحشد التأييد لمرشح المملكة، ما أدى بالفعل إلى انتخاب مرشح المملكة للرئاسة بإجماع الدول الأعضاء. وأعرب المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس في كلمة له عن شكره للدول الأعضاء على ترشيحها لممثل المملكة، متمنياً للجنة ورئيسها الجديد التوفيق في مهامهم المأمولة. كما ألقى رئيس اللجنة المنتخب الدكتور السويلم كلمة في مستهل رئاسته لأعمال اللجنة شكر فيها الدول الأعضاء على انتخابه آملاً منهم استمرار الدعم له في تسيير أعمال اللجنة على الوجه المأمول. الدكتور عبدالعزيز السويلم حاصل على دكتوراه في البيوتكنولوجي، وباحث في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ورئيس اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية، ورئيس سابق للجنة العربية، وعضو في اللجنة الإسلامية واللجنة الدولية للأخلاقيات الحيوية التي تُعنى بوضع معايير وأسس أخلاقية وقانونية لضبط الأبحاث الطبية والحيوية كأبحاث الخلايا الجذعية والاختيار الجيني والاستنساخ، إذ صاغت اليونسكو مصطلحاً جديداً يستوعب الاهتمامات الاجتماعية والثقافية والقانونية والأخلاقية في هذا الصعيد، هي أخلاقيات البيولوجيا (بيوإيثيكس). وكانت السعودية ومنظمة اليونسكو أسستا أخيراً، بالتنسيق بين المندوبية الدائمة للمملكة لدى المنظمة وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية كرسي بحث متخصص في مجال الأخلاقيات الحيوية، يقدم برنامج ماجستير ودكتوراه لطلاب سعوديين وعرب في هذا التخصص، وذلك بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتخصيص 10 في المئة من مقاعد البرنامج للطلاب العرب من الدول الشقيقة. وهو أول كرسي أكاديمي سعودي يتم إنشاؤه في منظمة اليونسكو.