انفلت نواب في اليمين الإسرائيلي في التحريض على القاضي العربي في المحكمة الإسرائيلية العليا سليم جبران بداعي أنه لم ينشد كلمات «النشيد الوطني الإسرائيلي» (هتكفا – أي الأمل) أثناء مراسم تعيين القاضي آشر غرونيس رئيساً للمحكمة أول من أمس خلفاً لدوريت بينيش. وكانت كاميرات التلفزة الإسرائيلية توقفت عند «صمت» القاضي العربي الوحيد في المحكمة العليا أثناء عزف النشيد، لترتفع أصوات في اليمين تطالب بتنحية جبران وأخرى تطالب بفرض إنشاد «النشيد الوطني» على المواطنين العرب في الدولة العبرية الذين يسعون الى الالتحاق بسلك القضاء. وبينما آثر جبران عدم التعقيب على التصريحات ضده، نقلت وسائل الإعلام العبرية عن قريبين منه قولهم إنه يعارض في شكل مبدئي إنشاد «هتكفا»، خصوصاً أن كلماته تتحدث عن «روح اليهودي الجيّاشة وعينه الشاخصة نحو صهيون»، وأنه لا يجوز أن ينشد عربي كلمات أُعدت لليهودي. وكانت إسرائيل تبنت مع إقامتها عام 1948 النشيد الرسمي للحركة الصهيونية، التي كتبت كلماته في سبعينات القرن التاسع عشر مع إقامة أول مستوطنة في فلسطين، «بيتح تكفا» على أراضي قرية «الملبّس» الفلسطينية. وأعلن النائب اليميني المتطرف ميخائيل بن آري أنه سيطرح على الكنيست مشروع قانون يقضي بأنه لا يمكن تعيين قاض لم يخدم في الجيش الإسرائيلي أو يؤدي «خدمة وطنية» أخرى قاضياً في المحكمة العليا. وقال للإذاعة العسكرية إنه ينبغي على جميع مواطني إسرائيل إنشاد «النشيد الوطني رغم أنه نشيد صهيوني». وانضم رئيس لجنة التشريع البرلمانية من حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف ديفيد روتم إلى الهجوم المنفلت على القاضي، وأعلن أنه سيتوجه إلى وزير القضاء يعقوف نئمان بطلب تنحية القاضي جبران. وهاجم روتم رئيسة المحكمة العليا السابقة القاضية دوريت بينيش «التي جعلت من المحكمة العليا هيئة يسارية متطرفة حاولت إملاء قيمها المناوئة للصهيونية على المجتمع كله». في المقابل، أبدى نائب رئيس الحكومة، وزير الشؤون الاستراتيجية موشي يعالون (ليكود) استهجانه من الانفلات ضد جبران، وقال للإذاعة العامة إن «رائحة من الملاحقة على خلفية قومية القاضي تنبعث من الانفلات ضده». واضاف ان القاضي جبران احترم المراسم عندما وقف أثناء عزف النشيد «لكنني لا أفهم التعنت من جانب كل من يتوقع من مواطن عربي أن ينشد كلمات روح يهودية جيّاشة». وأضاف أنه حتى في الجيش الإسرائيلي لا يتم الطلب من الجنود من غير اليهود إنشاد النشيد الإسرائيلي. وتابع انه ينبغي على المواطنين العرب احترام «النشيد الوطني» الإسرائيلي بالوقوف صامتين «من دون الحاجة لإنشاده». وقال النائب العربي أحمد الطيبي إن من يطلب من عربي أن يردد «هتكفا» إنما «هو أهبل أو مجنون»، ووصف زميليه برن آري وروتم بالفاشييْن، مضيفاً أن كون روتم رئيساً للجنة التشريع هو وصمة عار على جبين الكنيست. ورأت رئيسة حزب «ميرتس» اليساري زهافا غالؤون إنه «لا يمكن لغير اليهودي أن يتماهى مع كلمات النشيد الوطني الإسرائيلي». وأضافت ان انفلات بن آري وروتم ضد القاضي جبران يزعزع الديموقراطية.