بدأت رحلة الإعداد لموسم رياضي جديد من الأندية، وكلٌ منها يحمل طموحات مختلفة، ومن أهم نقاط هذه الرحلة هي اختيار الأجهزة الفنية القادرة على تحقيق هذه الطموحات، لا سيما أن أغلب الأندية أحضرت مدربين جدد في الكرة السعودية. أنا أتساءل، هل يوجد في الأندية لجنة فنية لاختيار المدربين المناسبين لتحقيق تلك الطموحات وفقاً لمعايير دقيقة؟ أم أن الاختيار أتى بأيدي سماسرة يبتزونها باحضار مدربين ليس لهم أي تاريخ في بلدانهم، ويأتون بمبالغ طائلة ويتعلمون التدريب على حساب أنديتنا، أم أن الاختيار بحسب سمعة المدرب ونجاحه مع فرقٍ ظروفها مختلفة تماماً عن ظروف الكرة السعودية. أتوقع أن يشهد الموسم المقبل نجاحاً باهراً أو سقوطاً كارثياً خصوصاً لبعض الأندية التي تبحث عن النتائج السريعة من دون النظر إلى أن المدرب الجديد يحتاج إلى وقت حتى يتعرف أولاً على إمكانات اللاعبين والظروف المحيطة بهم، وحتى يتعرف اللاعبون على أسلوبه والتكيف مع خططه وشخصيته، فعلى إدارات الأندية والإعلام والجماهير الصبر على المدرب وعدم التأثر بالنتائج الوقتية سواء سلبية أو إيجابية، فلنا تجارب كبيرة مع عدد من المدربين الذين يبدأون الموسم بشكل غير جيد ومن ثم يتحصل فيما بعد على نتائج إيجابية والعكس صحيح. ينقسم المدربون في العادة إلى نوعين، الأول مدرب صاحب أسلوب معين يختار اللاعبين الأجانب المساعدين له في تنفيذ هذا الأسلوب، وقد يستعين بلاعبين لم يستعن بهم مدرب من قبل ويجد ضالته بهم، وهذا النوع يكون نجاحه مدوياً وسقوطه مدوياً، وإذا أُنهي عقده حلت الكارثة بالفريق، وهذا النوع دائماً نجد أكثره مع المدربين الأوروبيين. أما الثاني، فهو مدرب يضع خططه واستراتيجيته بحسب الإمكانات المتوافرة في الفريق، وهذا النوع يكون نجاحه أو سقوطه عادياً، وهذا دائماً تجد أكثر مع مدربي أميركا الجنوبية. نقاط متفرقة - يقول أحد النقاد بأن الكرة السعودية تستطيع إحضار مدير فني مميز ولكن لا تحضر مدرب لياقة على مستوى عال، وأغفل أن من يحضر أجهزته المساعدة هو المدرب، واذا لم يحسن اختيار الجهاز المساعد إذاً لا يستحق أن يطلق عليه مديراً فنياً مميزاً. - على المدربين الجدد في الكرة السعودية عمل اختبارات للاعبين ووضع البرامج المناسبة لهم، مع عدم مقارنتهم باللاعبين المحترفين في أوروبا. - أتمنى من بعض الأخوة المحللين الابتعاد عن كلمة هذا المدرب أخطأ لأن الكثير لا يعرف الظروف المحيطة بالمدرب، ركزوا على تحليل المباراة فنياً ولنا في المدرب الفرنسي للأرسنال فينغر قدوة في تحليله في آخر بطولة لأوروبا، فهو يحلل ويقول من وجهة نظري كذا وكذا من دون كلمة هذا أخطأ، لأنه باختصار مدرب.