واشنطن - «نشرة واشنطن» - أصبحت التكنولوجيا الرامية إلى تحسين الوصول إلى الوقود والكهرباء والمياه النقيّة وجعلها في متناول بعض أفقر فقراء العالم، متداخلة ومتوفّرة في ملفات إصدار براءات الاختراع في المختبرات التابعة لوزارة الطاقة الأميركية. لكن التحدي يكمن في العثور على منظمات غير حكومية تكرّس نفسها لتطوير التكنولوجيات وتسويقها، ما قد يؤول إلى نشر تكنولوجيات الطاقة في أنأى مناطق العالم. وكجزء من سياسة التنمية العالمية للرئيس الأميركي باراك أوباما التي أعلن عنها في 8 الجاري، سيفتح اتفاق ترخيص جديد، عدداً من براءات الاختراع في وزارة الطاقة أمام منظمات غير حكومية مؤهلة، وأخرى لا تبغي الربح للإفادة منها. ويكرر الإعلان عن السياسة الجديدة عرضاً سابقاً مماثلاً لابتكار مشاريع وتدشينها، بالتعاون مع «مسابقة المبتكر الأحسن المقبل للطاقة في أميركا»، حيث تدفع منظمات مختارة رسماً أولياً قدره ألفا دولار، تستوفى منها عائدات عن حقوق الملكية تصل الى 2 في المئة من مبيعات المنتجات المرخص بها، وفقاً لبيان صحافي لوزارة الطاقة الأميركية. ويهدف استغلال تكنولوجيات جديدة الى تسريع خطى التقدم في تحسين الصحّة والطاقة المستدامة والنمو الاقتصادي في بعض أفقر دول العالم التي يقع الكثير منها في آسيا وافريقيا جنوب الصحراء. وتتواجد منظمات كثيرة في تلك الدول، حيث تقوم بتثقيف السكان ورعاية المرضى ورفع مستويات المعيشة عبر تطوير التكنولوجيا المستخدمة لأداء مهمات منزلية، مثل كيفية طهو وجبات الطعام. وأطلق «مختبر لورانس بيركلي القومي» عام 2005 برنامجاً تجريبياً لتزويد سكان إقليم دارفور السوداني بمواقد للطهو متينة وزهيدة الثمن، كما ان حاجات السكان هناك في الطبخ هي نفسها ل3 بلايين إنسان في المعمورة أو نصف سكانها تقريباً، فهم يطهون طعامهم على النار، كما أن أكوام الحطب المشتعل وروث الحيوانات والكتل الأحيائية ليست فعّالة، في بلاد تنتشر فيها آفة تعرية الأحراج وحيث تستشري أمراض جهاز التنفّس بسبب السخام. وعبر إبقاء هذه الحاجات المحددة في الذهن، عمل باحثون على تطوير موقد طهو يسخّن بصورة أسرع بوقود أقل وينبعث منه سخام أقل. وهناك 20 ألف موقد طهو من طراز «بيركلي- دارفور» موزعة في السودان، وهو موقد جاء كثمرة شراكة مع مبادرة «ابتكار التكولوجيا للمجتمعات المستدامة». وهذه المنظمة ذاتها ساعدت في توزيع مواقد للطبخ في بلدان تواجه مشاكل مشابهة، مثل إثيوبيا وهايتي. ومشروع موقد الطهو مستقل ومنفصل عن أحدث مبادرة للبيت الأبيض من هذا القبيل، لكنه يبرز مثالاً مهماً ناتجاً من إتاحة المختبرات ملكيتها الفكرية وجعلها في متناول منظمات غير ربحية.