قال إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح آل طالب إنه لا يمكن للإنسان أن يتجاوز مذابح القيم التي تجري في سورية اليوم، وهو يرى فيها خيانة الراعي للرعية، وينظر إلى سلاح الشعب الذي يعد لسحقه. وتساءل إمام الحرم في خطبة الجمعة أمس، قائلاً: «كيف يستطيع إنسان أن يتجاوز مذابح القيم التي تجري حالياً في الشام الحبيب، وهو يرى غدر القريب وخذلان البعيد وخيانة الراعي للرعية ومقدرات الشعب ومكتسباته تعد لسحقه وإذلاله، وسلاحه الذي يدفع به العدو عاد على شعبه ذبحاً وتقطيعاً فسحق الأمة لمصلحة الأفراد وكُشف المستور وتبين أن العدو الذي وراء الحدود أرحم من العدو الذي داخل الحدود، فهناك نساء وأطفال لم يحملوا حتى الحجر نفرت صواريخ القدر فيهم واشتظت تحت الركام أجسادهم فترى الأذرع مبتورة والأجساد تحت ركام المنازل مقبورة في صور تنبئ عن خواء مرتكبيها من الإنسانية والمُثل وتجرد أفعالهم من الشيمة والنُبل فجرت دماء أهل الشام مثل دجلة والفرات فليس على عدو ظاهر بل على مدعي البعث والعروبة وحراسة العرب وعلى وجه لا يحتمل العذر ولا تستره المبررات. وخاطب إمام الحرم أهل سورية، قائلاً: «سلاحكم له كرامة فلا يدنس بالنيل من إخوانكم وقوتكم ذخر للعرب فلا تتقووا على أهلكم واجعلوا سلاحكم لأهلكم حامياً وعن أرضكم مدافعاً فلا عذر لكم أمام الله والتاريخ أن تعود فوهات البنادق إلى صدوركم ويذوق بعضكم بأس بعض». وأوضح الشيخ آل طالب أن الغيورين من أبناء الأمة الإسلامية ارتفع صوتهم، فكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ أول ساعة ينادي بتحكيم الحق والعدل والمنطق والحكمة وتقديم المصالح العامة على المصالح الشخصية حقناً لدماء المسلمين وحفاظاً لوحدة المسلمين وأراضيهم ودفعاً لخلافات طائفية ومذهبية وثبات على مواقف الدين والأخلاق، ووقف حفظه الله صادعاً بكلمة الحق والعدل مع إخوانه وأصدقائه الغيورين.