ومن الحب ما قتل، ربما تصف هذه الحكمة القديمة قصة العريس الشاب حسن العبدلي، الذي تحولت مناسبة زواجه إلى مأتم للدفن والبكاء على العريس نفسه حين أصابته في مقتل رصاصة كلاشينكوف خرجت بالخطأ من سلاح كان العريس العبدلي يحمله للتعبير عن فرحته بزواجه من حبيبته في ليلة العمر. وفي تراجيديا مفجعة أقرب إلى الخيال، عاشت مدينة جازان يوماً حزيناً وزفت دموع رجالها ونسائها العريس حسن غايب العبدلي إلى قبره، بدلاً من أن يزفوه إلى عروسته في ليلة زواجهما المشؤوم. ولقي العريس العبدلي ذو ال18 عاماً حتفه فوراً بعدما اخترقت قلبه رصاصة كلاشينكوف خرجت بالخطأ من سلاح رشاش يعود للعريس نفسه، احتفظ به العريس خلفه رغبة منه في إطلاق الناس بشكل متكرر أثناء الحفلة، وهي عادة قديمة رائجة في زواجات المناطق الجنوبية في السعودية للتعبير عن الفرح. ونعى مدير مدرسة العبادل المتوسطة قاسم العبدلي، طالب مدرسته العريس حسن غايب العبدلي، موضحاً أن الشاب كان خلوقاً وصاحب تعامل راق ومميز، مشيراً إلى انه اقترح على العريس تأجيل الزواج حتى بداية الإجازة إلا أن الأقدار ساقته لتجهيز مراسم الزواج في هذه الليلة التي كانت آخر لياليه، ونقل العبدلي تعازي إدارة المدرسة لذوي المتوفى. وأكد بعض زملاء حسن أنهم يشاطرون العزاء لذوي المتوفى مبينين في حديثهم إلى «الحياة» أن زميلهم بالصف الثاني المتوسط كان يرتب لزواجه منذ أكثر من ثمانية أشهر بعدما عقد مراسم الزواج على فتاة من قبيلة آل عطيف. وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة جازان الرائد عبدالله القرني، أن شرطة العارضة تبلغت عن الحادثة ليل أول من أمس (الخميس) وتم الانتقال للموقع واتضح وجود شاب متوفى بطلقة اخترقت يده اليسرى وقلبه، مشيراً إلى أن التحقيقات أثبتت أن مخزن سلاح الكلاشينكوف الذي كان يحتفظ به العريس خلف الكرسي الذي يجلس عليه، بقي فيه طلقة واحدة، خرجت بينما كان العريس يحرك الكرسي. وحذر القرني المواطنين من استخدام الأسلحة النارية أثناء مناسبات الزواج، مبيناً أن عواقبها وخيمة وتؤدي إلى الوفاة عند إساءة استخدامها.