إذا كانت المنطقة الشرقية تحتل المركز الثاني في استقطاب السياح، بعد مكةالمكرمة، التي تحتضن أقدس بقعة لدى المسلمين، فإن «بيت الخير» الذي يعرض تراث الشرقية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية، في نسخته ال27، يحتل مركزاً متصدراً في استقطاب الزائرين للمهرجان، الذي انطلق قبل زهاء شهرين. والمتجول في البيت، الذي افتتح قبل عامين، يجد الكثير مما يجعله يشجع أصدقاءه ومعارفه على زيارة البيت، فهنا يستطيع أن يزور جبل القارة الشهير بطقسه المتقلب بين البرودة صيفاً، والدفء شتاءً، من خلال مجسم يحاكي الجبل الواقع في إحدى القرى الشرقية لمحافظة الأحساء، أو الإبحار في «بانوش» ليستعيد أيام الغوص لالتقاط اللؤلؤ، فضلاً عن متابعة العروض الفنية التراثية، مثل «العرضة السيفية» التي تشبه «العرضة السعودية» بالسيوف، ولكنها تختلف في الإيقاعات المصاحبة لها. وتجد الفنون والعروض الشعبية في «بيت الخير»، إقبالاً كبيراً من الزوار، الذين تستوقفهم هذه العروض أثناء زيارة «بيت الشرقية»، إذ تُعرضُ فنون شعبية يومياً على مسرح البيت، الذي أُعدّ لإقامة هذه العروض والفنون. وتتناوب فرقتان شعبيتان، من الدماموالأحساء، على تقديم الفنون الشعبية على مسرح البيت، وفي ساحته الخارجية. كما تتجول داخله، للتعبير عن ثراء المنطقة بالفنون الشعبية، متنقلة بين الفنون البحرية والزراعية، إضافة إلى فرقة الألعاب الشعبية، التي تقدم عروضَ «المطوع والكتاتيب»، إضافة إلى «الزنبور»، و»اللقصة» و»الدوامة»، وغيرها من الألعاب الشعبية، وأكثر من 15 فقرة يومية للعروض والفنون الشعبية. ومن أبرز العروض والفنون البحرية المعروضة في «بيت الخير»: الفجري، والخطفة، والدواري، وأيضاً فنون أخرى مثل: القادري، والعاشوري، والبسته، والمجيرسي، والفريسية، وزفة المعرس التي تقام داخل البيت الشعبي، إضافة إلى الفنون الزراعية، مثل: دقّ الحب، إضافة إلى الأغاني الخاصة ب «الصرام والحصاد»، وأغاني البناء والفرق التي تعمل يومياً في ساحة البيت، وعلى مسرحه؛ لاستعادة الموروثات الشعبية المنوعة، التي اندثر بعضها مع مرور الزمن، خصوصاً بين الأجيال الصغيرة، الذين لم يشاهدوا هذه الموروثات. إذ يحرص القائمون على البيت إعادة حياة الآباء والأجداد الاجتماعية، وما تكتنزه من موروث. ويشاهد زائر البيت 67 حرفة شعبية يدوية، مأخوذة من الطابع البري والبحري والزراعي، مثل: النجارة، والخرازة، وصناعة الطواقي، والبشوت، والفخار، ودبغ الجلود، والفخار، والحايك وغيرها من الحرف، إضافة إلى منتجات النخل، ومتاحف للمقتنيات الأثرية والفنون التشكيلية والضوئية. فيما يُعرف القسم النسائي، الزائرين على الموروثات الشعبية المشهورة لدى النساء، مثل الحناية، والعجافة، والخياطة. إلى ذلك، عرضت لجنة المسرح في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، مسرحية «سندريلا في الغابة المهجورة»، للأطفال على مسرح مدارس التربية النموذجية في الرياض. وأوضح عضو الجمعية وجمعية المسرحيين السعوديين أحمد الحسن، أن «المسرحية استقطبت حضوراً كثيفاً في عرضها الصباحي والمسائي»، مبيناً أن المسرحية «حققت ثلاث جوائز في مشاركتها في مهرجان «أرامكو السعودية» العام الماضي».