رحبت الأوساط السياسية في العراق بقرار المملكة العربية السعودية تعيين سفير في بغداد، واعتبرت ذلك «خطوة في طريق إعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الشقيقين الى ما كانت عليه قبل اجتياح النظام السابق الكويت عام 1990 «، ومؤشراً إلى «نية الممكلة المشاركة في القمة العربية المقبلة». وأعلن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي ترحيبه بتعيين السفير السعودي، وأوضح ان «وزارة الخارجية السعودية ابلغتنا رغبة بلادها بتعيين سفير في بغداد». وشدد على ان «العراق يتطلع الى علاقات مميزة مع كل الدول، وبينها السعودية». وكانت تسريبات اعلامية كشفت ان وزارة الخارجية السعودية قدمت الى السفارة العراقية في الرياض ترشيح سفيرها لدى الاردن فهد عبدالمحسن الزيد ليكون سفيراً غير مقيم في بغداد. وأبدت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي ارتياحها الشديد إلى تعيين السفير السعودي وقال عضو اللجنة النائب عن «القائمة العراقية» اركان ارشد زيباري ل»الحياة»:»نرحب بهذه الخطوة الكبيرة لتطبيع العلاقات ونرى انها بداية لاعادة العلاقة بين البلدين الشقيقين الى ما كانت عليه قبل عام 1990». وتابع ان «الاوضاع الامنية في العراق في تحسن مستمر خصوصا بعد انسحاب القوات الاميركية نهاية العام الماضي وكثير من الدول العربية والاجنبية كانت تخشى على موظفيها وكوادرها الديبلوماسية من اعمال العنف لكنها بدأت باعادة فتح سفاراتها تدريجاً». واعتبر زيباري ان «تعيين سفير سعودي، حتى وان كان غير مقيم، يعني نية المملكة المشاركة في التحضير لمؤتمر القمة العربية المقررة نهاية الشهر المقبل في بغداد وحضورها على أعلى المستويات، يعني ايضاً ان القمة ستكون ناجحة وستخرج بقرارات وتوصيات مهمة». واضاف: «نتوقع لقاءات عراقية - سعودية على هامش القمة ستساهم في تسريع خطوات اعادة العلاقات الديبلوماسية وربما افتتاح السفارة السعودية في بغداد في اقرب وقت ممكن». وأكد عضو ائتلاف «دولة القانون» علي شلاه ل»الحياة» ان «تعيين سفير سعودي في بغداد مؤشر مهم إلى نجاح النظام السياسي الجديد في العراق وفشل محاولات بعض الاطراف السياسية العراقية نقل صورة مغلوطة عن الوضع الى السعودية طوال السنوات الماضية»، مشيراً الى ان «هذه الاطراف كانت تتمنى فشل النظام الجديد لذلك ارادت ابعاد الدول العربية عن العراق». واضاف: «يجب أن تعود العلاقات العراقية - السعودية الى سابق عهدها لأننا نحتاج الى دعم كل الدول العربية، خصوصا المجاورة ونتمنى ان تكون قمة بغداد انطلاقة جديدة لهذه العلاقات». وأوضح ان «الحكومة العراقية ستستجيب سريعاً طلب تعيين السفير السعودي لانها كانت تتنتظر هذه الخطوة منذ ان أعيد فتح السفارة العراقية في الرياض». وزاد ان «توقيت تعيين السفير يعطي مزيداً من الزخم لإنجاح القمة العربية المقررة في بغداد وسيساهم في رفع مستوى التمثيل فيها». والدول العربية التي لديها تمثيل ديبلوماسي على مستوى سفير في بغداد، هي: مصر واليمن والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن وفلسطين والسودان وسورية والجزائر (سفيرغير مقيم) أما الدول التي لديها تمثيل على مستوى القائم بالأعمال فهي: المغرب وتونس ولبنان، والتي ليس لديها تمثيل حتى الآن هي قطر وسلطنة عمان. يذكر ان المملكة العربية السعودية كانت تؤكد دائماً ان إعادة فتح سفارتها في بغداد، مرتبط بتحسن الوضع الأمني. فيما اعتبر السفير العراقي لدى المملكة غانم الجميلي أن الخطوة إيجابية. موضحاً في اتصال مع «الحياة»، أن وجود سفير للرياض لدى بغداد سيكون داعماً كبيراً في دفع العلاقات بين البلدين، و«خطوة للأمام في كل مجالات وأوجه التعاون». لافتاً إلى أن هذا القرار من جانب المملكة قوبل بارتياح وترحاب شديدين في أوساط الحكومة العراقية.