لم يمر على فريق ارسنال اللندني تحت ادارة المدرب الفرنسي آرسين فينغر موسماً مثل الموسم الحالي، إذ استمرت معاناة الفريق الذي أجمع عليه الكثيرون من النقاد والمتابعين والمحللين من نجوم الكرة السابقين والاعلاميين بأنه الأسوأ منذ قيادة فينغر للفريق في 1996. وفي رد فعل مباشرة من ادارة النادي اللندني على هزيمة الفريق الكبيرة في ذهاب دوري أبطال اوروبا 0-4 امام ميلان واقصائهم من دور ال16 لكأس انكلترا امام سندرلاند، وتواضع نتائجه في الدوري، فإنها قررت رفع سقف رواتب اللاعبين، المحدد بمئة ألف جنيه اسبوعياً، لضمان المحافظة على نجوم الفريق، مثل الهداف الهولندي روبن فان بيرسي، ومحاولة جذب النجوم الكبار الذين باتوا ينجذبون أكثر الى رواتب تعرضها فرق ثرية مثل مانشستر سيتي وجاره مانشستر يونايتد وتشلسي، أيضاً قررت ادارة ارسنال توفير أكثر من 55 مليون جنيه خلال فترة الانتقالات الصيفية لجذب نجوم حقيقيين يرفعون من مستوى الفريق، وهما عاملان مهمان دفع الفريق ثمناً لعدم تنفيذهما في مطلع الموسم الحالي برحيل نجمي الفريق سمير نصري (الى مانشستر سيتي) وسيس فابريغاس (الى برشلونة). وسيوظف فينغر كل طاقته للسعي إلى الحصول على خدمات نجمين كان من المفترض ان يضمهما في مطلع الموسم الحالي، البلجيكي ايدين هازارد من ليل الفرنسي، والالماني ماريو غوتزه من بوروسيا دورتموند، لكنه أرجأ الفكرة لأن بدل انتقالهما كان كبيراً يفوق موازنة النادي، في حين اكتفى بضم نجوم من الصف الثاني في اليوم الاخير من سوق الانتقالات الصيفية، مثل ميكيل ارتيتا وبير ميرتيساكر واندريه سانتوس وتشي بارك جونغ. وعلى رغم ان الفريق لم يحرز أي لقب في المواسم الستة السابقة، الا انه ظل دائماً منافساً شرساً على بطولة الدوري ومسابقات الكؤوس، حتى انه وصل الى المباراة النهائية لدوري أبطال اوروبا عام 2006، والى المباراة النهائية لكأس المحترفين عامي 2007 و2011، ووصل في عدد من المرات الى الادوار قبل النهائية، لكن للمرة الاولى هذا الموسم يفشل الفريق في تعدي دور ال16 في أي من مسابقات الكؤوس الثلاث، ويعاني في الدوري محاولاً الحصول على المركز الرابع كأفضل ما يمكن الحصول عليه في صراع مرير مع تشلسي وليفربول ونيوكاسل. وعلى رغم ان كثيرين من جماهير الارسنال باتت تطالب برحيل فينغر، فإن ادارة ارسنال اتفقت على بقائه واعادة بناء الفريق بصرف المزيد من المال، مع خيار ان يصبح فينغر مديراً تنفيذياً في النادي وتعيين مدرب شاب واعد يبقى خياراً مطروحاً على الطاولة أيضاً، لكن أهم ما يجمع عليه أنصار ارسنال ان الحال المزرية الآنية لا يمكن ان تبقى على ما هي عليه.