أكد عدد من المستثمرين والبائعين للمكيفات ارتفاع الأسعار بنسبة تراوح بين 10 و25 في المئة بعد صدور قرار وزارة التجارة والصناعة بإلزام جميع التجار بتطبيق بطاقة كفاءة الطاقة المطابقة للمواصفات والمقاييس السعودية (ثلاث نجوم لمكيف الشباك وأربع نجوم لمكيفات الأسبليت كحدّ أدنى)، وسحب آلاف المكيفات المخالفة والرديئة من السوق، وإتلافها أو إعادتها للشركات المصنعة. وأشاروا إلى وجود زيادة في كلفة التصنيع من بلد المصدر وهو ما تسبب في زيادة الأسعار، إلا أن كثيراً من المستهلكين أرجعوا سبب الارتفاعات إلى جشع واستغلال التجار، وضَعف الرقابة من الجهات ذات العلاقة. وفي جولة ل«الحياة» رصدت خلالها الأجهزة الحديثة التي تم إلزام جميع المحال والموزعين بوضع ملصق بطاقة خفض الطاقة في المنتج الجديد (ثلاث نجوم فما فوق)، تم رصد ارتفاع للأسعار يراوح بين 100 ريال و600 ريال في المكيف بحسب نوعه ومواصفاته. وقال المستثمر في الأجهزة الكهربائية علي القحطاني، إن أسعار المكيفات الشباك زادت بما يراوح بين 100 و150 ريالاً بحسب نوعه وصناعته، فيما ارتفعت أسعار مكيفات الأسبيلت بما يراوح بين 200 ريال و600 ريال، مرجعاً السبب إلى الارتفاعات التي جاءت من بلد التصنيع. ونفى أن يكون للتجار أي يد في رفع الأسعار، إذ إن التاجر يبحث فقط عن تغطية الكلفة التي تشمل التصنيع والشحن والجمارك وغيرها من التكاليف الأخرى، إضافة إلى أن كمية المعروض في السوق أقل من الطلب، ما يسهم في ارتفاع الأسعار. وقال القحطاني إن نسبة الزيادة في أسعار أجهزة التكييف بشكل عام تراوح بين 10 في المئة و25 في المئة في مختلف المحال التجارية التي تبيع بالتجزئة بحسب نوع وصنع المكيف وجودته، موضحاً أن هناك انخفاضاً في مبيعات المكيفات القديمة بنسبة تزيد على 60 في المئة، مشيراً إلى أن هناك بعض المستهلكين ما زالوا يقبلون عليها، على رغم منع وزارة التجارة لها. من جهته، قال مدير المبيعات في إحدى المؤسسات المتخصصة في بيع الأجهزة الكهربائية محمد عبدالرحمن، إن أسعار مكيفات الشباك والأسبليت ارتفعت بنحو 20 في المئة عن الأسعار السابقة. ولفت إلى أن النصف الأول من العام الحالي بعد تطبيق قرار وزارة التجارة والصناعة توقفت معظم الشركات والمؤسسات عن البيع، ولم تستطع توفير الأجهزة الجديدة بكميات كافية، ما رفع الأسعار خلال تلك الفترة، متوقعاً أن تتراجع الأسعار مع نهاية العام الحالي بعد ضخ كميات كبيرة من الأجهزة الحديثة التي تسهم في توفير الطاقة بنسبة تتجاوز 30 في المئة. وأكد عبدالرحمن أن المكيفات الحديثة التي تتوافق مع المواصفات السعودية ستسهم بشكل كبير في توفير الطاقة الكهربائية، وسينعكس ذلك على فاتورة المستهلك بانخفاض يتجاوز 30 في المئة. وأشار إلى أن السوق تتوفر فيها الآن أجهزة تكييف تحمل بطاقة بنحو 6 نجوم، أي موفرة للطاقة بشكل كبير يتجاوز 40 في المئة، إضافة إلى أن الطلب عليها ينمو بشكل كبير، ما يسهم في تعويض كثير من التجار عن الخسائر التي تعرضوا لها من جراء المكيفات القديمة التي لا تتوافق مع المواصفات الحديثة. ويقول البائع في محل بيع مكيفات وأجهزة كهربائية أحمد خالد حسين، إن كثيراً من الشركات ومحال بيع المكيفات تكبدت خسائر خلال الفترة الماضية من جراء تطبيق القرار الجديد المتعلق بكفاءة الطاقة، مشيراً إلى أن تعويض تلك الخسائر بحاجة إلى فترة طويلة. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الأجهزة الجديدة لم يشمل المكيفات فقط، وإنما شمل جميع الأجهزة وهو ارتفاع عالمي، على رغم استغلال بعض التجار لذلك ورفع أسعارها بشكل كبير. وذكر حسين أن مصانع المكيفات المحليَّة سواء الشباك أم الأسبيلت بدأت في إنتاج أجهزتها وفقاً للمواصفات الجديدة التي اشترطتها وزارة التجارة، موضحاً أن عليها بطاقة كفاءة الطاقة بحد أدنى ثلاث نجوم لمكيفات الشباك وأربع نجوم لمكيفات الأسبليت.