تواصل المملكة إرسال مساعدتها للدول العربية والإسلامية والصديقة، لمواجهة الكوارث الطبيعية أو متطلبات بعض الشعوب للمساعدة على مواصلة حياتهم. وقدّمت المملكة نحو 62 مليون ريال لإقليم آتشيه في إندونيسيا إذ سلّمت الحملة الخيرية لإغاثة منكوبي الزلزال والمد البحري في شرق آسيا نحو 11.3 مليون ريال للبنك الإسلامي للتنمية، تمثل الدفعة الأخيرة من كلفة بناء مركزين للأيتام في إقليم آتشيه في إندونيسيا وتشغيلهما ثلاث سنوات. كما سلمت الحملة، 6 مشاريع بلغت كلفتها 50.6 مليون ريال للجهات المستفيدة في إقليم آتشيه في إندونيسيا، وتشمل هذه المشاريع مركز الأيتام في آتشيه بيسار، ويستوعب 300 يتيمة، ومركز الأيتام في لونغ ويستوعب 450 يتيماً، والمدينة الجامعية في الجامعة الحكومية المكونة من 74 وحدة، والمدينة السكنية لمنسوبي الشرطة الدينية المكونة من 33 وحدة، والوحدات المتفرقة في منطقة ويه رايه 2 البالغة 167 وحدة، والوحدات المتفرقة في بندا آتشيه وعددها 175 وحدة. وأوضح مستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس الحملة الدكتور ساعد العرابي الحارثي، أن تقديم هذا المبلغ لتنفيذ مشروع بناء مركزي الأيتام في إقليم آتشيه في إندونيسيا، هو ضمن الخطط التي تعمل عليها الحملة لتنفيذ البرامج والمشاريع التنموية والحيوية في الدول والمناطق المتضررة، وهو استمرار لعطاء مملكة الإنسانية التي كانت - وما زالت - تسهم بشكل فاعل في التخفيف عن الدول المنكوبة، إذ أعطت بسخاء ووفق آليات تضمن وصول المساعدات لمن هم في أمسّ الحاجة إليها وبأسرع الطرق، بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية. وأكد الدكتور الحارثي أن الحملة وبإشراف ومتابعة وتوجيهات النائب الثاني قدمت - وما زالت تقدم - مشاريع وبرامج عدة في الدول المتضررة من «تسونامي» في شتى الجوانب «طبية، تعليمية، إسكانية، اجتماعية» وبمبلغ إجمالي قدره 325.4 مليون ريال. يذكر أن هذه المشاريع تأتي امتداداً لبرامج ومشاريع إنسانية تنفذها الحملة في البلدان المتضررة في شرق آسيا، إذ استطاعت الحملة أن تقدم مساعدات مباشرة لدول إندونيسيا وسيريلانكا والمالديف من خلال المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية، مستفيدة من تجارب تلك المنظمات في هذا المجال، لتضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها المتأثرين بتداعيات الكارثة. وبلغ إجمالي المبالغ التي حولتها الحملة لتنفيذ البرامج والمشاريع المعتمدة في الدول المنكوبة أكثر من 240 مليون ريال، من أصل 322 مليون ريال اعتمدت للبرامج والمشاريع التي نفذت وستنفذ في البلدان المنكوبة. وتنفذ الحملة عدداً من البرامج والمشاريع في المناطق المتضررة في إندونيسيا، ومنها توفير المياه من خلال حفر الآبار وتصفية وتنظيف الآبار القديمة، وتوفير مكائن تنقية وترميم جامع بيت الرحمن ومرافقه في عاصمة الإقليم، وفرش مساجد آتشيه وتزويدها بالمصاحف، إضافة إلى دعم قطاع التعليم من خلال تقديم منحة مالية لمعهد دار السلام (قنتور) الذي يعد من أكبر المعاهد التي تعنى بالدراسات الإسلامية والعربية والعلوم العصرية في إندونيسيا. فيما أرسلت المملكة 6 طائرات إلى قاعدة شكلالا الجوية في مطار إسلام أباد الدولي، تحمل 600 طن من المواد الإغاثية والإنسانية، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للإخوة النازحين داخلياً في باكستان من وادي سوات وبونير ودير السفلى في محافظة مالاكند في إقليم الحدود الشمالي الغربي الباكستاني. كما وصلت الحملة إلى المناطق المتضررة في سيريلانكا منذ وقوع الكارثة، إذ شحنت الخيام، واعتمدت تنفيذ أكبر مشروع إسكاني إغاثي متكامل لمنكوبي تسونامي يقدر ب 500 وحدة سكنية وبكلفة 38.7 مليون ريال في منطقة امبارا، فيما كان للمالديف نصيب من المشاريع الإغاثية، إذ عملت الحملة في المناطق المتضررة في المالديف، فوفّرت وقود الديزل، وعملت على إعادة بناء مسجد تولسدو. كما قدمت الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني الكثير من المساعدات المتنوعة لسكان المخيمات الفلسطينية في لبنان، إذ يعاني سكان المخيمات الفلسطينية من نقص حاد في متطلبات رئيسية لحياتهم اليومية، على رأسها الدواء والمعدات والمستلزمات الطبية، لانتشار الكثير من الأمراض في تلك المخيمات، وهو ما يتطلب السرعة في التعامل معها، لكي لا تصبح أوبئة أو تزيد من معاناة المرضى. وكانت حكومة خادم الحرمين قدمت مساعدات عينية لجيبوتي تتمثل في 200 طن من التمور. إلى ذلك، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بتقديم المملكة تبرعاً بنحو 18.8 مليون ريال (5 ملايين دولار)، لدعم برامج المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الخاصة باللاجئين العراقيين في سورية والأردن، أقيمت في دمشق أخيراً حفلة تدشين تبرع المملكة لبرنامج المفوضية في سورية. ويركز تبرع المملكة، بحسب وكالة الأنباء السعودية، على الأشخاص الأكثر ضعفاً وأصحاب الاحتياجات الخاصة والنساء والأطفال وكبار السن، وذلك من خلال تأمين الغذاء بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، لسد حاجات نحو 165 ألف لاجئ من خلال سلة غذائية متكاملة، وتأمين الدواء والمواد الطبية إلى نحو 50 ألف لاجئ، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر العربي السوري.