لندن، واشنطن - «الحياة»، ا ب، رويترز - أشاد الرئيس الأميركي باراك اوباما بنتائج قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى المنعقدة في إيطاليا، حول مكافحة الاحتباس الحراري، وقال ان الدول الكبرى قامت ببداية جيدة حول هذه المسألة. وكما كان الملف الإيراني موضع خلاف بين روسيا والدول السبع الأخرى الأعضاء في مجموعة الثماني، أثار ملف البيئة تبايناً حاداً تميّز برفض الصين المطلق للشروط التي سعت الدول الثماني الى فرضها على المجتمع الدولي، حول خفض انبعاثات غازات الدفيئة في العالم الى النصف بحلول السنة 2050. وطالبت بكين ب «الأخذ في الاعتبار الخصوصيات التي تميّز التطوّر الاقتصادي في كل بلد»، فيما قال رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ انه «لا يمكن مواجهة التغيير المناخي، عبر زيادة الفقر في الدول النامية». اما الرئيس المصري حسني مبارك فشدد على رفض «أي قيود وشروط تُفرض على الدول النامية حول خفض غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري». ودعا مبارك الذي يشارك في أعمال اليوم الثاني من القمة، والذي ضم «مجموعة الخمس» (البرازيل والصين والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا) إضافة إلى مصر، إلى أن يكون هناك اتفاق «عادل» حول المناخ «يأخذ في الاعتبار تطلعات البلدان النامية ولا يفرض قيوداً تؤثر على تلك التطلعات». وأشار إلى أن بلاده تنتمي إلى «القارة الإفريقية التي تعد الأكثر تعرضاً للآثار السلبية لتغيير المناخ»، على رغم انها لا تسهم في الانبعاثات الصناعية التي سببت بهذه الظاهرة. ودفع التباين الحاد بين البلدان النامية وتلك المتطوّرة اقتصادياً، إلى إرجاء الملف البيئي إلى مؤتمر الأممالمتحدة الخاص بالبيئة المقرر عقده في كوبنهاغن في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان «نتائج قمة مجموعة الثماني غير كافية» على صعيد التغير المناخي. في الوقت ذاته، كشف البيان الذي أصدرته القمة حول إيران ليل الاربعاء - الخميس، عن موقف دولي ضعيف عن الأحداث في طهران. وأعرب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتّيني عن أمله بأن «تستجيب إيران لليد الممدودة من قبل الولاياتالمتحدة»، و «تتفهّم ضرورة الرد الإيجابي على نداءات الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي في شأن ملفها النووي». وفي الشأن الاقتصادي بحث القادة، على هامش الاجتماعات، في مسألة خفض قيمة بعض العملات لاعادة التوازن الى تقويم النظام المالي، لكنهم اتفقوا على تاجيل البحث في التفاصيل حتى تتم دراسة موثقة ومعمقة للامر. وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون «ان أي نقاش في شأن عملات احتياط عالمية بديلة هو للأجل الطويل»، محذرا من «أن البحث في المسألة الآن يزعزع استقرار أسواق الصرف». وأبلغ براون الصحافيين: «لا أريد أن أعطي الانطباع بأن تغيراً كبيراً من نوعا ما يوشك أن يحدث». في موازاة ذلك، قال مصدر حكومي ياباني ان بلاده مستعدة لتقديم ما لا يقل عن ثلاثة بلايين دولار على مدى ثلاث سنوات لخطة الامن الغذائي ومحاربة الفقر التي تقودها الولاياتالمتحدة، ومن المنتظر أن يبلغ اجمالي قيمة تعهداتها 15 بليون دولار. وسيكشف رئيس الوزراء تارو اسو الخطة اليوم عندما يلتقى قادة مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى بالزعماء الافارقة وقادة كبرى الدول النامية والوكالات الدولية لمناقشة قضية الامن الغذائي خلال القمة.