جرح ثلاثة من عناصر الشرطة المركزية وفتى في الثانية عشرة من العمر في اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن ومتظاهرين خرجوا صباح أمس في مسيرة بمدينة الضالع، للمطالبة بالإفراج عن مئات المعتقلين الذين أوقفتهم السلطات الثلثاء الماضي أثناء مشاركتهم في تظاهرات شهدتها محافظات الضالع ولحج وعدن وشبوة وحضرموت إحياء لذكرى الحرب الانفصالية العام 1994. وردد المتظاهرون، في ثاني يوم من الاحتجاجات على حملة الاعتقالات، شعارات مناهضة للحكومة ومؤيدة لانفصال جنوب البلاد، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين. وكان متظاهرون في مدينة الضالع وضواحيها قاموا أول من أمس بقطع الطريق الرئيسية بين صنعاء وعدن عبر محافظة الضالع، لكن السلطات سارعت الى اعادة فتحها. ولا تزال أجواء التوتر الأمني والاجتماعي تسود المحافظات الجنوبية، حيث بلغ بعض مظاهر الاحتجاج الشعبي توجيه تهديدات إلى أبناء المحافظات الشمالية والغربية الذين يمارسون بعض الأنشطة والأعمال التجارية في عدن وحضرموت والضالع. وأفاد شهود أن محتجين من عناصر «الحراك الجنوبي» هاجموا بعض أصحاب المحال التجارية الصغيرة والبسطات على أرصفة الشوارع واتلفوا ممتلكاتهم. وكان متظاهر قتل وجرح ثلاثة آخرون في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت خلال مسيرة الثلثاء. وأفاد شهود عيان بأن المتظاهرين رشقوا أفراد الشرطة بالحجارة خلال محاولتهم تفريقهم بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع ومدافع المياه، كما أشعلوا النار في إطارات سيارات عند مداخل المدن وعلى الأخص في الديس والمكلا للحيلولة دون وصول دوريات الشرطة إلى داخل الأحياء لتعقبهم واعتقالهم. ولا تزال أجهزة الأمن في حال استنفار قصوى في هذه المحافظات تحسباً لموجة جديدة من الاحتجاجات من أجل إطلاق سراح المعتقلين ووقف محاكمة بعض قادة «الحراك» الذين تجرى محاكمتهم في صنعاء أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب.