اورمتشي (الصين)، بكين - رويترز، أ ف ب - توعد القادة الصينيون بإنزال «عقوبات شديدة» بحق المسؤولين عن الاضطرابات في شينغيانغ (شمال غربي البلاد). واعتبر الرئيس الصيني هو جينتاو الذي أجبرته الاضطرابات في شينغيانغ على التغيب عن قمة مجموعة الثماني، أن تحقيق الاستقرار الاجتماعي في الإقليم الغني بمصادر الطاقة، هو «مهمة ملحة جداً». ودعت بكين المجتمع الدولي الى الاتحاد لمواجهة الارهاب بعد اربعة ايام على الاضطرابات الدموية في اورمتشي التي نسبتها الى الانفصاليين الاويغور في المنفى. ورفضت السلطات الصينية الدعوة التركية الى مناقشة اعمال العنف الدموية في شينغيانغ في مجلس الامن، مؤكدة ان المسألة هي شأن داخلي. وفي اجتماع للقيادة الصينية، قال هو جينتاو الذي يشغل أيضاً منصب الامين العام للحزب الشيوعي، إن السلطات المحلية في شينغيانغ يجب أن «تعزل وتوجه ضربة للجماعة الصغيرة» من مثيري الشغب وأن «توحد وتثقف الغالبية» من الاويغور في الاقليم. واستنكر الناطق باسم الخارجية الصينية تشين غانغ مطالبة تركيا مجلس الأمن بمناقشة سبل إنهاء العنف في شينغيانغ، معتبراً ان المسألة «شأن داخلي». وقال ان «الحكومة الصينية اتخذت اجراءات حاسمة طبقاً للقانون». وانتشر الآلاف من رجال الأمن الصينيين في شوارع اورمتشي في استعراض للقوة يهدف إلى السيطرة على العنف العرقي الذي اسفر عن 156 قتيلاً مطلع الاسبوع. ووزعت السلطات منشورات في اورمتشي تحض «مثيري الشغب على الاستسلام وإلا واجهوا عقاباً قاسياً». وقال لي تشي رئيس الحزب الشيوعي في اورمتشي إنه سيسعى الى اعدام المشاغبين الذين قتلوا الناس في شوارع المدينة المقسمة بين المسلمين الاويغور والبوذيين الهان العرق الغالب في الصين. وجاء في المنشورات إن الذين يسلمون أنفسهم سيعاملون برأفة او ربما يفلتون من العقاب وإن أي شخص يقدم دليلاً أو يرشد عن مشبوهين، سيحصل على مكافأة وستحميه الشرطة. وقدمت الشرطة خطاً ساخناً للاتصال. ويشبه أسلوب الترغيب والترهيب الذي تبنته هذه المنشورات ما فعلته الصين في لاسا عاصمة التيبت عندما تحولت التظاهرات إلى العنف في آذار (مارس) من العام الماضي خلال الاستعدادات لدورة الالعاب الأولمبية في بكين. وحذرت المنشورات التي علقت على الجدران وكتبت باللغتين الصينية والايغورية إن من يتسترون أو يحمون «مجرمين» سيتعرضون للعقاب. وورد في المنشورات إن الناس يجب ألا يستخدموا الهواتف المحمولة أو الإنترنت بهدف «ايجاد وترويج الاشاعات أو الاتصال مع الآخرين أو نقل المشكلة أو تعكير الهدوء الاجتماعي.» وقطعت خدمة الإنترنت في اماكن عدة. ولم يتضح بعد ما إذا كانت المساجد ستفتح اليوم لصلاة الجمعة. وربما أدى فتح المساجد إلى توفير منبر للتعبير عن عدم الرضا وربما أدى إغلاقها إلى إثارة المزيد من الشعور بالضيم. وشوهد طابور لقوات الأمن بالعربات المدرعة والشاحنات وصل طوله إلى كيلومترات، وهي تبث الدعاية للوحدة العرقية من مكبرات الصوت في منطقة يسكنها الاويغور وحيث تظاهرت مئات النساء الثلثاء. وحلقت مروحيات على ارتفاع بضعة أمتار من أسطح المنازل وألقت بالمنشورات الدعائية فوق الجموع التي وقفت بالمئات لمشاهدة قوات الأمن التي تمر في المنطقة.br / وأخذ الجنود الذين استقلوا الشاحنات حاملين بنادقهم ودروعاً يرددون شعارات داعية الى الوحدة، فيما حملت بعض الشاحنات لافتات بالصينية كتب على إحداها: «الانفصاليون يجلبون الخراب على البلاد والشعب». وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ان «الارهاب عدو كل الاسرة الدولية». وأضاف خلال مؤتمر صحافي ان «القوى الثلاث: التطرف والنزعة الانفصالية والارهاب، آفة بالنسبة الى الصين ودول اخرى». وأشار الى ان «الصين دعمت على الدوام وساهمت في التعاون الدولي لمحاربة الارهاب بما في ذلك في اطار الاممالمتحدة وفي تعاوننا مع الدول المجاورة». وأوضح «لكن في ما يتعلق بالانفصاليين في الصين الذين ينتمون الى هذه القوى الثلاث، لدينا ادلة تثبت بأنهم تلقوا تدريبات في الخارج بما في ذلك من قبل القاعدة وانهم على اتصال بالقوى الارهابية في الخارج».