تضم بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد المقرر انطلاقها في 11 آذار (مارس) المقبل ستة أبطال للعالم، بينهم الفنلندي كيمي رايكونن الفائز باللقب عام 2007 على متن فيراري، الذي يعود إلى ساحة المنافسة مع لوتس بعد غياب عامين كان يقود خلالهما ضمن بطولة العالم للراليات. المهم أن «البطل الجليدي» خارج المنافسات فقط، لم يبتعد عن رياضة المحركات، «التي تسري في عروقي» على حدّ تعبيره. وأكد أن اختباره لسباقت ال«ناسكار» (البطولة الأميركية لل«ستوك كار») أججت في نفسه رغبة العودة إلى عالم الحلبات، «لأننا ننافس الوقت في الراليات، أما على الحلبة فتختلف الأمور. هذا ما لمسته في الناسكار أو بالأحرى أعدت اكتشافه، وينطبق الأمر على الفورمولا واحد. كانت المرة الأولى لي بعد ابتعاد عامين، وفي ضوء ذلك أردت أن استعيد الشعور عينه لكن في بطولة حقيقية، وبالطبع ليس هناك أفضل من الفورمولا واحد لمعايشة هذا الواقع المثير، خصوصاً أنني أعشق المنافسة وجهاً لوجه». وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، سعى فريق وليامس لضم رايكونن (32 سنة) ليكون بديلاً عن المخضرم البرازيلي روبن باريكيللو، لكن اتصالات لوتس خطفته إلى عرين الفريق ليدافع عن ألوانه مع الفرنسي الصاعد رومان غروجان. واللافت أن رايكونن تأقلم سريعاً مع السيارة، وكأنه لم يبارح الساحة، على رغم التطورات التقنية التي شهدها عالم الفورمولا واحد خلال ابتعاده عنه. وهذا ما زاد من ثقته واندفاعه، وأراح مسؤولي الفريق لاسيما بعد تسجيله أفضل الأوقات في التجارب على حلبة خيريز الإسبانية. وأبدى بطلا العالم السابقان الألماني ميكايل شوماخر (مرسيدس) والبريطاني جانسن باتون إعجابهما بنتائج رايكونن، التي أجابت صراحة على المتسائلين عن جدوى عودته. وجدد الفنلندي تأكيده أن السبب المباشر ل«كسر» قراره السابق «الرغبة والحماسة فقط»، وأوضح أن لقب بطولة العالم لا يمنح حامله نقاطاً استثنائية في الموسم التالي، بل «من يكون الأفضل يحصد اللقب». ويشير اريك بوييه مالك فريق لوتس إلى أن التعاقد مع رايكونن مفيد «نظراً لخبرته. وآراؤه القيمة تحفّز الميكانيكيين والفنيين في ورشة الفريق في انيستون». كما لمس أركان لوتس أهمية رايكونن والشعبية التي يحظى بها عند تقديمهم الفريق، إذ حظي موقعه الإلكتروني بنصف مليون زائر في مقابل 49 ألفاً العام الماضي لدى تقديم الثنائي الروسي فيتالي بتروف والبولندي روبرت كوبيتسا والكشف عن السيارة. كما تشهد حظيرة الفريق حشداً إعلامياً كبيراً. وبصرف النظر عن النتائج المتوقعة، يسهّل هذا الاهتمام مهمة بوييه في التعاقد مع رعاة وداعمين جدد. ويبلغ عقد رايكونن نحو 7 ملايين دولار، أي المبلغ نفسه تقريباً الذي يتقاضاه شوماخر مع مرسيدس. ويشدد البطل الفنلندي على أن الحافز المباشر لعودته ليس الرقم المالي المرتفع بل الشغف بالقيادة والتنافس مجدداً وصولاً إلى تحقيق الانتصارات. وهو ما ينشده فريق لوتس ويتوق إليه، فقد اعتلى سائقوه منصة التتويج للمرة الأخيرة في جائزتي أستراليا وماليزيا، أي في المرحلتين الأوليين للموسم الماضي. والحماسة للقيادة مجدداً في بطولة العالم للفورمولا واحد التي خاض 156 سباقاً ضمن جوائزها الكبرى من 2001 إلى 2009 (ساوبر، ماكلارين وفيراري) وحقق 18 انتصاراً خلالها آخرها خلف مقود فيراري عام 2009 على حلبة فرانكورشان البلجيكية، لم تخف سعيه للعودة لاحقاً إلى عالم الراليات، «أصعب الرياضات الميكانيكية وأقساها، وحيث تكتشف جديداً في كل سباق». وكان رايكونن شارك في 21 سباقاً ضمن بطولة العالم للراليات من 2009 (فيات) إلى 2011 (سيتروين)، وأفضل نتائجه المركز الخامس في رالي تركيا عام 2010.