أبدى عدد من الأكاديميين السعوديين تفاؤلهم بتحقيق المصالحة التي نادى بها خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت الاقتصادية، خلال القمة العربية المنعقدة حالياً في الدوحة، بهدف تحقيق وحدة الصف، وتنقية الأجواء العربية. وقال أستاذ العلوم السياسية في المعهد الديبلوماسي في وزارة الخارجية الدكتور خالد العلي، إن مشكلة تأخر المصالحة العربية حتى هذا الوقت تكمن في أنها مشكلة منهجية في آلية العمل السياسي العربي بشكل عام، وخلل في آلية الطرح العربي، فلو أخذنا أوروبا مثلاً لوجدنا أن الأوروبيين أكثر منا صراعاً ودموية واختلافاً، ولكنهم يجتمعون ويناقشون مشكلاتهم من منطلقات عقلانية ولتحقيق مصالحهم ووحدتهم الأوروبية، وذلك لأنهم استطاعوا أن يحددوا أهدافهم وثوابتهم، وبالتالي حققوا وحدتهم بتغليب مصلحتهم العامة. وقال: «تحدّث خادم الحرمين الشريفين في قمة مسقط بشفافية، مؤكداً ضرورة تحقيق الوحدة ورص الصف الخليجي والعربي أمام التحديات التي تتعرض لها منطقتنا، إنني متفائل وأرى أن هناك أملاً يلوح في الأفق». من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الأمنية في مجلس الشورى اللواء الدكتور محمد أبوساق: «لا شك في أن هناك تحديات محلية وإقليمية وعالمية تؤثر في البلدان العربية، هذه التحديات أشار إليها بوضوح خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى، ولتتمكن القيادات العربية من تحقيق التضامن والتعاون والصمود أمام التحديات المقبلة فلا بد من المصالحة الواضحة لخدمة الغايات والأهداف للوطن وللمواطن العربي، لقد باتت المصالحة هاجس خادم الحرمين الشريفين وذلك لرأب التصدعات التي أحدثتها الظروف المحيطة في جسد الأمة العربية، وأعتقد أن النجاح سيكون حليف قمة الدوحة التصالحية طالما أنها تسعى لتحقيق أمل خادم الحرمين في المصالحة». كما أكد الدكتور صالح الخثلان أن المصالحة هدف استراتيجي للأمة العربية، «ففي أعقاب كلمة خادم الحرمين في مسقط وكلمته في قمة الكويت، يتضح أن الملك عبدالله أدرك مبكراً أهمية التفاهم والمصالحة العربية لحماية البلدان العربية من التبعات السيئة للظروف المحيطة بالوطن العربي، وبالتالي بادر الملك بالتواصل مع سورية من خلال زيارات بعض المسؤولين رفيعي المستوى، كما استقبل وزير الخارجية السوري، وتبدو أجواء المصالحة أفضل، وبالتالي أرى صفحات الخلاف ستطوى بأكملها». وعبّر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور خالد الهباس عن أن «المصالحة العربية هي العمود الفقري لهذه القمة، وكان هناك حراك سياسي عربي ارتكز على مبادرة المملكة لتنقية الأجواء العربية، وكان هذا خيط النجاة لهذه الأمة، وعندما عقدت القمة أيضاً كانت المصالحة العربية هي الموضوع الأبرز، وبالتالي أرى أن المصالحة هدف سامٍ ومطلب يسعى إليه الجميع حتى هذه اللحظة».