رأى رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط أن «هيئة الحوار الوطني ستأخذ أبعادها بعد تشكل الحكومة، لتسوية كل الملفات»، مشدداً على «أهمية التقارب السعودي - السوري لضمان اتفاق ارتضيناه جميعاً» في اشارة الى اتفاق «الطائف». كلام جنبلاط جاء بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير في مقره الصيفي في الديمان التي وصل اليها جنبلاط وحيداً من دون مواكبة وكان يقود سيارته بنفسه. ولدى وصوله إلى الصرح قال جنبلاط: «مضت أربع سنوات ولم نزر فيها الديمان، والمرة الأخيرة التي جئناها الى هنا كانت مرحلة التمديد للرئيس اميل لحود». وعقد جنبلاط مع صفير خلوة ثم تابعا لقاءهما الى مائدة غداء. ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية)، دردشة بين صفير وجنبلاط لدى وصوله، تركزت على حال الطريق التي سلكها جنبلاط من بيروت الى الديمان وعن مواعيد حركة زياراته للجبل وموسم الإصطياف والحركة السياحية. وأبلغ جنبلاط صفير إنه تناول أول من أمس طعام العشاء الى مائدة السفير الفرنسي اندريه باران في حضور المغني شارل أزنافور الذي شارك في العشاء و«بدا شاباً وبصحة جيدة وهو سيحيي حفلة ضمن مهرجانات بيت الدين» التي تنظمها زوجته السيدة نورا جنبلاط. وأبدى صفير تقديره ل «هذا الاهتمام». وأدلى جنبلاط لدى مغادرته بتصريح قال فيه: «عدت شيئاً الى التاريخ، عندما أتيت الى الديمان الى هذا الصرح الكبير عام 2004، وآنذاك قلت للبطريرك انني لن أجدد (للحود) وهكذا حدث. وكم من حدث حصل بعد ذلك من خلال رفضنا للتمديد والتجديد، لكن في النهاية، التضحيات أدت وأعطت نتائجها على رغم الدم الذي سال». وأضاف: «زال نظام الوصاية وانسحب الجيش السوري، ومن خلال الطائف أكدنا على العلاقات الديبلوماسية والعلاقات الطبيعية وهذا أمر جيد جداً، وتبقى الملفات الأخرى التي يجب ان تسوى بالحوار وهيئة الحوار موجودة، وبعد تشكيل الحكومة أعتقد ان هذه الهيئة ستأخذ ابعادها، إلا إذا كان هناك أمور أخرى، يعني اذا كانت الأمور الحوارية ستعالج داخل الحكومة». وعن الحكومة، قال جنبلاط: «تحدثنا طبعاً عن أهمية التقارب السعودي - السوري لضمان الاتفاق الذي ارتضيناه جميعاً، وكان في المقدمة آنذاك البطريرك لضمان الطائف الذي ينص على علاقات مميزة مع سورية وعلى استقلال لبنان والصيغة الحالية في تركيبة الحكم طبعاً، وعلى الهدنة مع اسرائيل، وهذا أذكره تماماً. خمس سنوات، ثم كانت هذه السنوات مثقلة بالأحداث، بالحجم والنوع، ولكن في النهاية بارشادات البطريرك وهذه اليد الممدودة معه أعتقد اننا نجحنا». وكان صفير شدد أمام وفد طالبي من منطقة القليعة الجنوبية على «ضرورة الإفادة من التنوع في لبنان وعلى أهمية المصالحة الحقيقية الثابتة وإشاعة روح التضامن والتعاون بين جميع اللبنانيين لحماية مستقبلهم».