خطف طالب في كلية الطب يدرس في مرحلة الامتياز، الأضواء من أساتذة في جامعتي هارفرد ومانشستر (الأميركية والبريطانية) المشاركين في مؤتمر طبي عن «العلوم العصبية» أقيم في مدينة الدمام أخيراً. وقدم أحمد العقيل، الذي يُعتبر أصغر المشاركين في مؤتمر العلوم العصبية ال19، سناً ورقة عمل حول أعراض السكتة الدماغية، وطرق علاجها، ورصداً لنسب وأرقام تتعلق بالأضرار والعوامل والأعراض التي تتركها السكتة، «خصوصاً إذا تم اكتشاف بعض أعراضها في وقت مبكر، لأن التأخر في الاكتشاف يفاقم الحالة المرضية، ويُعرِّضها لمضاعفات سلبية» بحسب ورقة العمل. وأوضح رئيس قسم المخ والأعصاب في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام الدكتور طارق جلول، أن أوراق العمل التي قُدِّمت في المؤتمر تضمنت «معلومات طبية واسعة. وكانت الورقة الأكثر تميزاً للدكتور أحمد العقيل، حول الأضرار اللاحقة والسابقة للسكتة الدماغية. وطالب العقيل القائمين والمهتمين بنشر التوعية بأعراض السكتة الدماغية التي تنقذ حياة آلاف المرضى، وتجنبهم الكثير من المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن تأخر اكتشاف المرض». وأوضحت الدراسة العوامل الخطرة المؤدية إلى السكتة الدماغية، وتتمثل في أمراض عدة، أبرزها القلب بنسبة 40.6 في المئة، والتدخين ب37.2 في المئة، وضغط الدم 33.1 في المئة، واعتلال الدهون 31.1 في المئة، والسمنة 25.1 في المئة، والسكري 16.8 في المئة. كما لخصت الدراسة الأعراض المصاحبة للسكتة، التي تبدأ في «صعوبة النطق التي يصاب بها المريض بنسبة 46.2 في المئة، وشلل أحد الأطراف 45.5 في المئة، ومشكلات النظر 38.9 في المئة، والصداع 26.5 في المئة، وتنميل الأطراف 18.7 في المئة. واعتمد العقيل، في بحثه على «كيفية اكتشاف أعراض السكتة الدماغية بأساليب طبية سهلة. وكشفت رئيسة مركز العلوم العصبية في المستشفى الدكتورة ريم البنيان، عن «تبني المركز لمثل هذه الأبحاث، والعمل على دعم نتائجه والاستفادة القصوى منه، لما له من أثر ملموس ينعكس على صحة الناس». واشتمل البحث الذي قدمه العقيل، على محور حول أهمية قياس وعي المجتمع السعودي حول مرض السكتة الدماغية، وتكونت دراسته من 21 سؤالاً، وشملت عينة البحث 2862 شخصاً. وتوصلت نتائجها إلى أن «معرفة المجتمع السعودي للمخاطر والأعراض للسكتة الدماغية كانت أقل من النصف. وهذا مؤشر على ضعف الوعي حوله». وأكد العقيل، أهمية الدقائق التي تمر في إنقاذ خلايا المريض، وضرورة إقامة حملات توعوية، وبث المعرفة بين العامة، فهي «أحد عوامل تقليل الإصابة بالسكتات»، منوهاً إلى أن الدراسة شارك فيها كل من الدكتورة البتول العماري، والدكتورة نورة الصيفي، ورئيس وحدة طب الأعصاب في مستشفى الملك خالد عضو هيئة التدريس الدكتور فؤاد الحسين، وعضو هيئة التدريس في قسم طب الأعصاب في جامعة الملك سعود الدكتور يوسف محمد، الذي وصف الدراسة بأنها «بمثابة إنذار للجهات المعنية في وزارة الصحة، لاتخاذ إجراءات سريعة، لمساعدة المجتمع في فهم وإدراك مُسببات السكتة الدماغية، والسيطرة عليها».