انضم النجم الفرنسي تيري هنري لفريق جوفينتوس الإيطالي لمدة لا تزيد على سبعة أشهر، لعب خلالها 16 مباراة. قامت الدنيا في مدينة تورينو المشهورة بالصناعة، جمهور السيدة العجوز من صوب... الصحافة الإيطالية المعروفة بالشراسة من صوب آخر، وبصوت واحد «يا له من لاعب فاشل... ارحل هنري»! السبب أنه لم يستطع تسجيل أكثر من 3 أهداف، وهو يلعب في مركز الجناح الايمن! فأصبح مكانه محجوزاً دائماً... في المدرجات طبعاً، فقد ثقته بنفسه وبثقة الآخرين. خرج من مدينة تورينو حافي القدمين، ولأن مواطنه المدرب ارسين فينغر يعرفه جيداً ضمه إلى الارسنال الإنكليزي، وبقية «السالفة» معروفة سلفاً لديكم. أثناء النجاح المبهر مع المدفعجية، ظهر «أبو تي» - كما أحب أن ألقبه - في دعاية لإحدى السيارات، وبأسلوبه الممتع كالعادة، أطلق كلمة جديدة خارجه عن السيناريو المعد (vavavoom) قيل بأنها أضيفت لقاموس أكسفورد الشهير وتعني الحياة أو الشغف، وكانت هذه الكلمة مطابقة للهدف من هذا العرض الدعائي، لذا كانت إدارة الشركة موفقة في اختيار هنري لتقديم هذه السيارة. الحقيقة التي قد نتفق عليها جميعاً بأنه لاعب «فا فا فوم» بمعنى الكلمة، شخصياً أستمتع بمشاهدته في الملعب حتى لو كان سيئاً. اللاعبون الممتعون أمثال هنري وميسي ورونالدينهو قليلون، فالمتعة الكروية في نظري هي ما يقدمها اللاعب من فواصل، تعطي المباراة حياة وشغفاً. أعتقد أن هذا هو سبب هروب العديد من المتابعين العرب إلى الدوريات الأوروبية، لأنهم يجدون «فا فا فوم» بالفعل. على مستوى وطننا العربي، من الصعب جداً أن نجد لاعباً يمتعك في الملاعب، لعل النجمين السعوديين محمد نور ومحمد الشلهوب، والإماراتي إسماعيل مطر، والمصري محمد زيدان، يقتربون من مواصفات ال«فا فا فوم»... على الأقل في رأيي الشخصي. لكن هذا لا يكفي... لا زلنا نفتقد للمتعة في العديد من المباريات التي تجري في الملاعب العربية. أعتقد أن من أسباب غياب الجماهير عن الملاعب العربية في السنوات الخمس الماضية يعود إلى غياب المتعة والترفية... أو ليس الجمهور بحاجة للمتعة والترفية؟ هل نتوقع أن الجمهور ينجذب فقط بالبطولات والإنجازات؟ قد يرى البعض أن احتداد المنافسة والضغوطات والإعلام والتعصب وانتقال اللعبة من مرحلة الوسيلة الترفيهية إلى الصناعة والاستثمار والأموال، هو سبب غياب المتعة في الملاعب العربية، لكن كل هذا لا يمنع من وجودها أثناء المباريات. ما أرمي إليه، هي دعوة للاعبين العرب إلى الاستمتاع بلعبة كرة القدم، من دون ضغوطات وملل وتعصب. [email protected]