عاد ملف شبكات التجسس لمصلحة إسرائيل أمس الى الواجهة أمس عبر تسجيل خبرين لافتين: فرار شاب لبناني إلى اسرائيل عبر موقع حدودي، واختفاء ضابط كبير في الجيش اللبناني. وعلمت «الحياة» من مصادر أمنية أن الشاب الذي فرّ من نقطة العبّاد قرب بلدة حولا الحدودية، يدعي ياسين ياسين (35 عاماً) من بلدة مجدل سلم (قضاء مرجعيون)، وكان يتردد على بلدة حولا بذريعة البحث عن منزل للايجار، وهكذا فعل أمس حين حضر إلى حولا بالحجة نفسها ثم فرّ فجأة عبر موقع العبّاد. وتردد رواية أخرى مفادها أن الشاب قصد موقعاً قريباً من نقطة الكتيبة الأندونيسية العاملة في اطار «يونيفيل» في المنطقة بحجة التقاط صور لموقع العبّاد، وعندما حذره عناصر الكتيبة من الاقتراب من السياج اجتازه سريعاً الى الجانب الاسرائيلي. وبينما سجل بعد الحادثة استنفار في صفوف «يونيفيل» والجيش اللبناني، قالت المصادر الأمنية ل «الحياة» إن الأجهزة تعمل على معرفة ما اذا كان متعاملاً سابقاً مع اسرائيل، وان هناك اتصالات بين الارتباط و «يونيفيل» لاسترداده. ومساء أعلن الجيش أن التحقيقات الأولية أظهرت أن ياسين يتعاطى حبوباً مهدئة للأعصاب على خلفية مشاكل عائلية. أما في ما يتعلق بالضابط وهو برتبة مقدم في الجيش اللبناني ويدعى ض. ج، فعلمت «الحياة» من مصادر أمنية أن جواز سفره موجود لدى قيادة الجيش وهناك شبهة فرار إلى اسرائيل. وكان الضابط الذي اختفى منذ نحو أسبوع، يتولى مهمة ضابط ارتباط مع الكتيبة الاسبانية العاملة في اطار «يونيفيل» ومركز قيادتها بلدة دبين، وكان يفترض أن يلتحق بعمله في 2 من شهر تموز (يوليو) الجاري. وذكر أن المقدم وهو عازب من بلدة القليعة الجنوبية، غادر بلدته الأربعاء في 1 تموز، وقال لوالدته إنه ذاهب إلى منزله في منطقة بعبدا على أن يعود إلى البلدة بعد ظهر اليوم التالي، لكنه لم يعد ولم يتمكن ذووه من الاتصال به فقصدت شقيقته منزله، ووجدته مقفلاً، فأبلغت استخبارات الجيش بالأمر. وتبيّن أنه ترك هاتفه العسكري داخل المنزل، إضافة إلى أن سيارته (وهي من نوع BMW) كانت لا تزال مركونة أمام المبنى، كما لم يجد المحققون آثار عنف أو عبث في المنزل، ما أدى إلى استبعاد احتمال خطفه، ورجح فراره. وذكر أيضاً أنه تخرج في المدرسة الحربية عام 1986، وهي الدورة ذاتها التي تخرج فيها الموقوفان العقيد منصور دياب والمقدم شهيد تومية اللذان ادعى عليهما القضاء العسكري بجرم التعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية. قضائياً، أصدر قاضي التحقيق العسكري سميح الحاج، مذكرة وجاهية بتوقيف كل من جان نهرا وجان زنقول في جرم التعامل مع العدو. وسطر استنابة قضائية الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لمعرفة كامل هوية كل من الفارين من وجه العدالة سامي إيليا وجميل عيد. قهوجي - غراتسيانو إلى ذلك، ناقش قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي مع قائد «يونيفيل» الجنرال كلاوديو غراتسيانو، شؤوناً تتعلق بمهمات القوات الدولية، ومتابعة العمل على إزالة خرق العدو الإسرائيلي الأخير للأراضي اللبنانية في منطقة بركة بعثائيل خراج بلدة كفرشوبا.