بيروت - «الحياة»، أ ف ب - قتل الناشط الصحافي «عمر السوري» الذي كان يتعاون مع وكالة «فرانس برس» فجر السبت الماضي في القصف الذي استهدف مدينة حمص وأكدت المعارضة انه اوقع «مجرزة». وقال صديق له ان مظهر طيارة، وهو الاسم الحقيقي للصحافي الذي كان يبلغ من العمر 24 عاماً، غادر منزله ليلاً في حي الانشاءات، متوجهاً الى حي الخالدية الذي قصفته القوات الحكومية. وأضاف: «كان يسعف الجرحى الذين أُصيبوا قرابة الاولى فجراً، عندما أُصيب بانفجار قذيفة. أُصيب في رأسه وصدره وساقه، ومات بعد ذلك بثلاث ساعات في المستشفى». وساهم «عمر السوري» في تغطية حملة الجيش السوري على أحياء حمص من خلال لقطات الفيديو التي كان يصورها ويحملها ويرسلها الى وسائل الإعلام التي كان يتعامل معها. ووفق ناشطين سوريين، فإنه بدأ العمل بعد اسابيع قليلة من بدء الاحتجاجات في سورية، وكان يغطي بالعربية والانكليزية. ونعى ناشطون الناشط الشاب، قائلين انه من دون عدسة كاميرته ونقله للأحداث على الارض، كان سيتعذر نقل الكثير مما حدث في حمص. وكان «عمر السوري» يتعاون مع عدد من وسائل الإعلام بينها قسم الفيديو في «فرانس برس»، و «غارديان» البريطانية و «داي فيلت» الالمانية. كما اعطى رسائل إخبارية مباشرة لقناة «الجزيرة» القطرية ومحطة «سي أن أن» الاميركية. وقال صديقه: «منذ نيسان (ابريل) قال لي بعد بداية التظاهرات ان علينا ان نفعل شيئاً. عندها بدأ يتظاهر ومن ثم يساعد بضعة صحافيين اجانب تمكنوا من الدخول الى حمص. لقد شق طريقه، واشترى كاميرا. لقد قتل وهو يفعل ما كان على قناعة بأنه من اجل مصلحة وطنه». وبدأ «عمر السوري» يتعاون في نهاية كانون الاول (ديسمبر) مع «فرانس برس». وكانت اشرطة الفيديو التي ارسلها والتي صورت الدبابات في حمص من بين الشهادات القليلة على القمع الذي استهدف هذه المدينة المتمردة في وسط سورية. وأكد الناشطون المعارضون للنظام السوري ان اكثر من 200 مدني قتلوا في القصف على حمص فجر السبت. ويتعذر التحقق من هذه الحصيلة من مصادر مستقلة كون السلطات السورية تفرض قيوداً على الصحافة الاجنبية. وقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في 11 كانون الثاني (يناير) خلال القصف على حمص ايضاً.