كشف درسٌ بحثي أجرته جامعة الملك عبدالعزيز أخيراً، ارتفاع إصابة الرجال والنساء السعوديين فوق سن ال50 بمرض هشاشة العظام. وأوضح الدرس الذي نفذه مركز التميز البحثي لأبحاث هشاشة العظام في الجامعة، أن نسب خطر الإصابة أو الإصابة به تتراوح بين 32 في المئة لدى الرجال، و44.5 في المئة لدى النساء من أفراد المجتمع السعودي، داقاً ناقوس الخطر بإعلانه أن تلك النسب مرتفعة خصوصاً لدى الرجال مقارنة ببعض المجتمعات الأخرى في مختلف أنحاء العالم، ومشدداً على أن النسب المعلنة أكدته دروس سعودية مستقلة. وأفاد الدرس أن المرض يتفاقم وتتضاعف أرقام ضحاياه، لافتاً إلى أن الدروس المبدئية التي قام بها مركز التميز لأبحاث هشاشة العظام في جامعة الملك عبدالعزيز تشير إلى أن ما يزيد على 900 ألف رجل وامرأة معرضون للإصابة، أو قد يتعرضون للإصابة بالمرض بحلول عام 2030، الأمر الذي يضع المعنيين وصانعي القرار أمام مسؤولياتهم، وأنه لا مناص من التصدي لهذا المرض بكل الطرق والوسائل الممكنة وفي مقدمها حملات التوعية، ونشر التثقيف بين أفراد المجتمع. وأكد مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة طيب أمس تنفيذ حملة للتوعية بمرض هشاشة العظام تقودها الجامعة بمشاركة جهات حكومية وخاصة للعمل على الحد من انتشار المرض، بل وتطبيبه، مشيراً إلى أن الحملة تستهدف جميع المراحل السنية من الطفولة وحتى الشيخوخة، معلناً رصد مبلغ 100 مليون ريال من الجامعة وقطاعات أخرى ورجال أعمال للحملة لمدة أربع سنوات للتوعية والعلاج، ملمحاً إلى خطة للحملة للوصول إلى جميع مناطق المملكة. وأجاب طيب عن سؤال «الحياة» حول مدى تفاعل الجهات الحكومية والخاصة في تطبيق توصيات ورش العمل والدروس البحثية للجمعيات والمراكز في الجامعة للمساعدة في حل بعض العوائق، بقوله: «إن هناك تفاعلاً قوياً يقوده أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل في توجيهه للجهات الحكومية على استشارة الجامعة حول وجود أي عوائق أو عقبات تواجههم»، معلناً استعداد الجامعة لتقديم عشرات الأبحاث في مجالات الصحة والإدارة والعلوم الإنسانية والهندسية. وأعلن طيب أمس، أن مركز التميز لأبحاث هشاشة العظام عالج 23 ألف حال مصابة بهشاشة العظام في السنوات الماضية، لافتاً إلى أن الحملة تهدف إلى التوعية في المقام الأول، ثم العلاج والوقاية من المرض، وذلك بالتعاون مع جامعات عالمية وهي جامعة «البني» للصيدلة في أميركا، وجامعة «شيفلد» و«سري» و«نيوكاسل» في بريطانيا، وهارفارد في أميركا، وجامعة زيورخ في سويسرا، إضافةً إلى منتدى دولي يناقش وسائل حديثة لمعالجة المرض في السعودية. وأوضح مدير الجامعة خلال المؤتمر، أن المنتدى يأتي في مقدمة فعاليات الحملة، وسيعقد غداً «الثلثاء» بحضور الأمير خالد الفيصل، وعدد من الخبراء داخل وخارج المملكة، مشيراً إلى أنه يهدف إلى التعريف بطرق الوقاية من مرض هشاشة العظام، والوقوف على أفضل السبل لعلاجه، مؤكداً أن الحملة تستهدف جميع المواطنين والمقيمين من الجنسين بتمويل من القطاع الخاص، وأن المنتدى جزء من برامج متعددة لمركز التميز لأبحاث هشاشة العظام، ويأتي استجابة إلى حاجة المجتمع إلى التوعية بالمرض وخطورة نقص فيتامين (D) وكثافة الكالسيوم. وأضاف: «إن الجامعة رصدت مبلغ ثلاثة ملايين ريال، إضافةً إلى تسخير جميع إمكاناتها لتقديم الدعم العلمي للحملة، موجهاً الدعوة لوسائل الإعلام لتكون شريكة في الحملة. ... وإجراء فحوصات طبية في مركز الملك فهد للبحوث