في الزيارة الأخيرة التي قام بها مدير المنتخبات محمد المسحل والجهاز الإداري والفني للمنتخب السعودي لنادي النصر، قال المسحل: «من خلال زياراتي للأندية أرى أن منشآت النصر هي أفضل ما رأيت حتى الآن من حيث الاهتمام بالفئات السنية، وأنا هنا أهنئ النصر عليها فقد شاهدت ملاعب ومعسكراً مميزاً ونادياً صحياً وغرف اجتماعات ومكاتباً، وهي بالفعل منطقة مخصصة ومنفصلة تولي اهتمامها بالفئات السنية والبراعم حتى الملاعب جميع مقاساتها حسب ما هو منصوص عليه في الفيفا، وعموماً هذا عمل رائع وأنا أكبره لإدارة النصر برئاسة الأمير فيصل بن تركي وجميع معاونيه والأمير الوليد بن بدر، فما شاهدنا يعبر عن جهد كبير قام به النادي لبناء قاعدته الكروية، نتمنى أن نرى النصر في الفترة القادمة يعود لما عرف عنه وأنا أجزم أن هذه الجهود لن تذهب سدى»، هذا كلام المسحل الذي يبدو بأنه يزور النصر لأول مرة، والمساءلة مهمة للغاية، فإعطاء أجهزة المنتخب فكرة عن الأندية جزء مهم لمراحل الاستعداد للمستقبل القريب والبعيد، واختيار النصر للزيارة هو اختيار للصورة الجميلة، لكن أجهزة المنتخب بحاجة بأن ترى الصورة الأقل جمالاً وطموحاً لتسليط الضوء عليها لتكوين فكرة واضحة، وكما هو معروف هناك برامج زيارات للعديد من الأندية خلال المرحلة المقبلة، بمعنى أن الأجهزة الفنية تحديداً تحتاج إلى رؤية الصورة الأقل نظارة مما يوجد في النصر والأندية الكبيرة والثرية، هم بحاجة إلى زيارة لبعض الأندية التي تعاني من الإهمال وقلة ما تملكه أيديهم، فالمجتمع الرياضي يجب أن يكون منظومة واحدة تتساوى فيها الفرص، خصوصاً أن العالم يتحرك بسرعة مذهلة لا سيما في ما يتعلق بالبنية التحتية التي تعاني منها الرياضة السعودية، وبعد تلك الطفرة المذهلة التي شهدتها الرياضة السعودية توقفت تلك الطفرة، وعلى أمل أن تتم خصخصة الأندية وهذا لن يتم في الوقت الحاضر ولا المستقبل القريب. وصحيح بأن الوفد الإداري والفني في المنتخب في زيارته للأندية والتعرف عليها لن يحقق أي شيء للأندية، ولكنهم قد يتطرقون في تقاريرهم لهذا الجانب باعتباره معوقاً لمستقبل الكرة السعودية، فعلى المسحل أن يبدأ بزيارات الأندية (إياها) وهو يعرفها حق المعرفة، فهو عندما تفاجأ بنادي النصر فإن مفاجأته ستكون أكبر عندما يزور وفده نادي نجران أو حتى الملاعب الأخرى في المحافظات التي ربما لم يشاهدها المسحل، فكيف بمدرب المنتخب؟ وصحيح بأن وفد المنتخب ليس معنياً بالمنشآت الرياضية، ولكن تعرفه عليها ضروري لسلامة عملهم ومعرفة المعوقات التي تواجه عموم الأندية وأن تتوسع عملية الاختيار لاكتشاف المواهب واقتراح البرامج المناسبة ليقوم الاتحاد بالاستفادة من تكوين فكرة كاملة عن موضوع تطوير الرياضة في المستقبل وبدون تطوير فإن الرياضة السعودية يعكسها حال الأندية، فعندنا أندية كانت تنافس بقوة محلياً على بطولات الموسم، وعلينا أن نراجع أنفسنا لماذا تأخرت؟ فالأندية التي تعتبر في المقدمة سيكون مآلها إلى البقية، وما هي إلا فترة قصيرة جداً لنكتشف كيف وضع أندية المقدمة عندما تدور رحى المنافسات الخارجية؟ [email protected]