يُقيم شبان وفتيات سعوديون، اليوم، حملة «معاً لمنع الإساءة إلى الأطفال»، في أحد المجمعات التجارية في مدينة القطيف. وتتضمن الحملة التي تستمر يومين، فعاليات فنية وتثقيفية ، لمناهضة العنف بأشكاله كافة، وبخاصة الموجهة إلى الأطفال. كما يتضمن تقديم الاستشارات الاجتماعية، والنفسية، والغذائية من جانب مختصين. وكشفت صاحبة فكرة الحملة المشرفة عليها، الاختصاصية الاجتماعية سلمى العالي، أن الحملة هي الثانية، إذ أُقيمت العام الماضي، في أحد مجمعات مدينة الخبر. وقالت في تصريح إلى «الحياة»: «إن الحملة ستتضمن رسماً على الوجه، وآخر حراً، إضافة إلى مشاركة الاختصاصي النفسي في سلوك الطفل أحمد سعيد، والاختصاصية عبير عاشور، واختصاصية التغذية ليندا الحبيب، والناشطة في حقوق الطفل أمل الدار، وطاقم تمريضي، ومتطوعات». ولفتت العالي، إلى أن الحملة الأولى، والتي أقامها مجموعة من الشبان والفتيات المتطوعين، «شهدت إقبالاً كبيراً من الأسر، وتم من خلاله اكتشاف عدد من حالات العنف الممارس ضد الأطفال، ومتابعتها، ومن ثم علاجها، ما شجعنا على تنظيم حملة ثانية، التي ستكون تحت مظلة مهرجان «صيف القطيف 2009». ومن بين الحالات التي اكتُشفت في الحملة الأولى، «فتاة كانت مصابة بنوبات توتر منذ كانت في ال12، بسبب ما كان يحدث بين والديها من مشكلات، فكانت أصابعها النحيلة تمتد إلى فروة رأسها، وتنزع الشعر، ما أدى إلى إصابتها بالصلع، لكنها تستعد الآن لزفافها، بعد أن تماثلت إلى الشفاء بنسبة 80 في المئة، بعد نحو شهرين، من اكتشاف حالتها، ضمن حالات أخرى، من قبل الحملة». كما كشفت العالي، عن «فتاة جامعية، تعرضت في طفولتها، إلى محاولة اعتداء جنسي في الشارع، وتعرضت للتعنيف من أمها حين أخبرتها بما حدث، بدل أن تعمل على امتصاص مخاوفها، لأنها ليست مُذنبة، وترشدها إلى طريقة الدفاع عن النفس مستقبلاً»، مضيفة «أصيبت بعقدة الخوف من الخروج بمفردها من المنزل، وحال ذلك دون ممارستها الحياة في شكل طبيعي». وتابعت «تلقينا استشارات كثيرة، حول العنف الجسدي، الذي يمارس بعضه في المدارس»، واعتبرت إهمال الطفل «سبباً للاعتداءات الجنسية، والجسدية، والنفسية»، مضيفة «تلقينا أيضاً طلبات استشارات، حول بعض سلوكيات الأطفال الخاطئة، مثل: العناد، والغيرة»، مشددة على أن هدف الحملة، إضافة إلى التوعية، «تشجيع الطفل على الكشف عما يتعرض له من إيذاء، وتعويده على الحوار، وإفهامه أن كونه مُعتدياً عليه، لا يعني أنه مُذنب، وتعليمه كيف يحمي نفسه، وتحذيره من أساليب الاعتداء، مثل: الاستدراج في عملية الاعتداء الجنسي»، موضحة أن ذلك يتم من طريق «الرسم والتلوين، فورق الرسم مُعنون ببنود اتفاق الطفل مثل: «من حقي أن أعيش حراً»، و«من حقي أن أعيش بين أب وأم». كما تتاح للطفل بعد الرسم والتلوين، فرصة للتعبير عن انطباعاته». وأبانت أن «مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، يتلقى حالات عنف كثيرة، وكذلك اعتداءات جسدية، بعضها من أقارب للأطفال»، مبدية أسفها لأن «ظاهرة العنف ضد الطفل في انتشار». واعتبرت الإهمال «اعتداءً، وأن تهميشه اعتداء عاطفي».