قال رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي اللواء أفيف كوخافي، إن «الخضّة التي يشهدها العالم العربي تضع إسرائيل أمام شرق أوسط أكثر عداءً وأكثر إسلاميةً وأكثر حساسيةً»، مضيفاً أن في حوزة «أعداء إسرائيل» أكثر من 200 ألف صاروخ ذات مديات مختلفة، بعضها قادر على إصابة منطقة تل أبيب كلها. وقدّر بأن نهاية نظام الرئيس بشار الأسد «حتمية»، وشدد على اهمية «أن يحافظ الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد، وأن يلائم نفسه مع التغيرات». وأشار المسؤول العسكري، في محاضرة ألقاها أمام «مؤتمر هرتسليا» السنوي أمس، إلى تعاظم نفوذ الشعوب في الدول العربية على حساب تراجع قوة الأنظمة. وقال إن العلاقات بين الشعوب العربية أصبحت أقوى، فيما الأنظمة أقل سيطرةً عليها، مضيفاً أن «الشرق الأوسط الذي ينتظرنا سيشهد انعدام استقرار دائم». وتابع: «للمرة الاولى في تاريخ الشرق الأوسط، غدت الجماهير عاملاً حاسماً في اعتبارات القادة والأنظمة». وزاد ان الخضة الحاصلة تفسح المجال أمام تغييرات هائلة في شكل هذه الدول، إحداها صعود الإسلام إلى الحكم في تونس والمغرب ومصر، بالرغم من أن الإسلام لم يكن المحرك للاحتجاجات، لكن الإسلاميين شخّصوا بسرعة هذه الموجة وترجموا البنى التحتية القائمة والمتفرعة إلى قوة سياسية. ورأى أن «الخضّة في الشرق الأوسط مغلّفة بتدهور اقتصادي في جميع دوله»، مضيفاً ان اقتصاد الدول في المنطقة سيكون في السنوات القليلة المقبلة على المحك، «لأن المشاكل الاقتصادية تحمل في طياتها إمكانات هائلة لزعزعة الدول والمنطقة بأسرها». وتابع مستدركاً، أن ثمة احتمالاً آخر بأن تشكل المشاكل الاقتصادية «عاملاً رادعاً للدول سيستوجب منها التمحور في القضايا الداخلية وعدم الخروج في مغامرات خارجية». وأشار كوخافي إلى أن نظام الرئيس السوري في تدهور متواصل، «فالعنف يستشري، والتظاهرات الاحتجاجية تتسع، وفي الأسبوع الماضي شهد 400 موقع في سورية تظاهرات في الآن ذاته». وأضاف أن الجيش السوري يخسر من قوته «وأيضاً الحلقة التي تحيط بالأسد أخذت تهتز، «وربما أخذ القريبون منه يدركون أنه هو لبّ المشكلة، وفي تقديراتنا سيواصل نظام الأسد تدهوره حتى نهايته الحتمية». كما أشار إلى ان «قوة المحور المتطرف بقيادة ايران وسورية وحزب الله» تراجعت في أعقاب الحركة الاحتجاجية في سورية والعالم العربي. إلى ذلك، حذر كوخافي من وجود أكثر من 200 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية مختلفة المدى موجهة الى اسرائيل، آلاف منها يتعدى مداها مئات الكيلومترات. وقال إن هذه الصواريخ قادرة على إصابة أهداف في عمق الأراضي الإسرائيلية، «وفي سورية ولبنان، وأيضاً ايران، صواريخ يتم اخفاؤها في مناطق مأهولة بالسكان في لبنان، ومداها يغطي وسط إسرائيل كله (منطقة تل أبيب الكبرى)، ورؤوس هذه الصواريخ قادرة على حمل مئات الكيلوغرامات من المتفجرات وغدت أكثر فتكاً ودقةً، خصوصاً طويلة المدى». وتابع ان «أعداء إسرائيل» جمعوا كميات هائلة من الصواريخ والقذائف الصاروخية في أعقاب عدم الاستقرار في المنطقة، وأنه «في كل أحد عشرة بيوت في لبنان يوجد موقع لإطلاق الصواريخ أو مخزن أسلحة». وتطرق كوخافي الى «التهديد الأكبر على إسرائيل، المتمثل في الملف النووي الإيراني»، بالتحذير من ان كمية اليورانيوم المخصب التي تمتلكها طهران حاليا تمكّنها من إنتاج أربع قنابل نووية، وقال: «لدينا مجموعة معطيات تثبت بشكل قاطع أن ايران تواصل تطوير السلاح النووي العسكري، وامتلاك هذا السلاح لم يعد مرهوناً بقدراتها، إنما فقط بقرار الزعيم الأعلى علي خامنئي، وفي حال اتخذ القرار ستحتاج ايران إلى فترة سنة واحدة فقط لامتلاك هذا السلاح، وفي حال قرر الحصول على قنابل أو تسليح القنابل بالنووي، فإن ذلك سيحتاج عاماً أو اثنين إضافيين».