طهران، فيينا – أ ب، رويترز، أ ف ب – يبدأ وفد بارز من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران اليوم، زيارة تستمر ثلاثة أيام، يأمل بأن تبدّد مخاوف متصلة بأبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي. لكن طهران استبقت وصول الوفد، مؤكدة رفضها «التخلي عن نشاطاتها السلمية». وأوردت وسائل إعلام أميركية أن الولاياتالمتحدة تنوي إنشاء «قاعدة عائمة» في مياه الخليج لاستقبال قوات خاصة في الشرق الأوسط، كما قررت تعزيز القوة التدميرية لقنابل خارقة للتحصينات، بعدما اكتشفت عجزها عن تدمير المنشآت الإيرانية المحصنة. وقال هيرمان ناكيرتس، نائب مدير الوكالة الذرية: «نحاول تسوية كل المسائل العالقة مع ايران، ونأمل خصوصاً بأن تتحاور معنا في شأن مخاوفنا المتصلة بأبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي». وأضاف: «نتطلع كثيراً الى بدء حوار، كان يُفترض أن يبدأ منذ فترة طويلة». وجاء تصريح ناكيرتس قبل توجهه من فيينا الى طهران، مترئساً فريقاً من ستة خبراء، يشمل رافايل غروسي، مساعد المدير العام للوكالة، يوكيا أمانو، وخبيرين في الأسلحة الذرية، هما الفرنسي جاك بوت والجنوب أفريقي نيفيل وايتينغ، واعتبر محللون أنه يعكس قبول طهران مناقشة مزاعم أمانو في تقريره الأخير في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بتنفيذ إيران «تجارب سرية» على صنع سلاح ذري. وقبل ساعات من وصول الوفد، نبّه علي أكبر ولايتي، مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران للشؤون الدولية، إلى أن «موقف إيران في شأن ملفها النووي، لم يتغيّر في ما يتعلق بالأساسيات والمبادئ. وأحد المبادئ المهمة، هو أن إيران لن تتخلى أو تتراجع عن نشاطاتها النووية السلمية». وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن وزارة الدفاع الأميركية استجابت طلب القيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط، «تحويل حاملة طائرات متقادمة، قاعدة عائمة لوحدات كوماندوس في المنطقة»، حيث تواجه واشنطن تحديات عدة، بينها إيران وتنظيم «القاعدة» في اليمن والقراصنة في الصومال. ونقلت عن وثائق أن القاعدة، التي تُسمى في شكل غير رسمي «السفينة الأم»، يمكنها استقبال زوارق سريعة صغيرة ومروحيات تستخدمها عادة القوات الخاصة للبحرية الأميركية «سيل»، والتي نفذت عملية قتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان. ونسبت الصحيفة الى مسؤولين في البحرية إقرارهم بالاستعجال في إنجاز تحويل حاملة الطائرات الى قاعدة عائمة، وإرسالها الى المنطقة مطلع الصيف المقبل. وأشارت إلى أن وثائق أفادت بأن هذه القاعدة قد تتوجه الى مياه الخليج «حيث هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز» الحيوي لنقل النفط. تزامن ذلك مع تقرير أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال»، أفاد بأن مخططي وزارة الدفاع الأميركية خلصوا إلى أن أضخم القنابل التقليدية عاجزة عن تدمير أكثر المنشآت النووية الإيرانية تحصيناً، وقرروا تعزيز جهودهم لزيادة قوتها. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن القنبلة التي يبلغ وزنها 13 طناً، مصممة أصلاً لاختراق التحصينات التي تبنيها إيران وكوريا الشمالية، لكن الاختبارات الأولية أظهرت أنها لن تكون قادرة على تدمير بعض المنشآت الإيرانية، إما بسبب عمقها أو لأن طهران أضافت تحصينات لحمايتها، خصوصاً منشأة فردو قرب مدينة قم، والتي بُنيت في جبل على عمق نحو 90 متراً، قرب قاعدة ل «الحرس الثوري». وأشار المسؤولون الى أن ذلك جزء من خطط طوارئ لأي هجوم محتمل يستهدف المنشآت النووية الإيرانية، لكن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي أقرّ بتطوير تلك القنابل، لفت إلى أنها لا تستهدف إيران فقط، بل «كل عدو يقرّر التموضع في مكان لا يمكن اختراقه». الى ذلك، أعلن النائب ناصر سوداني، وهو عضو في لجنة الطاقة في مجلس الشورى (البرلمان) الإيرانية، أن المجلس أنجز مشروع قانون يحظّر تصدير نفط الى دول الاتحاد الأوروبي، رداً على قرار الاتحاد حظر استيراد نفط من إيران. لكن رئيس لجنة الطاقة، حميد كاتوزيان، نفى ذلك، داعياً الى ترك مسألة حظر بيع نفط للاتحاد الأوروبي، الى خبراء، لا «أشخاص ومنظمات غير مؤهلين».