أغلق محتجون غاضبون في ليبيا أمس، ميناء البريقة النفطي في شرق البلاد بعد أيام من احتفال الحكومة باستئناف العمل في ميناءين رئيسيين أُغلقا لمدة سنة تقريباً، وفق ما أعلن الناطق باسم المؤسسة الوطنية للنفط الليبية محمد الحراري. وقال الحراري إن شركة سرت للنفط التي تديرها الدولة ستضطر لوقف انتاج 43 ألف برميل يومياً من حقل البريقة اذا استمر احتجاج حرس منشآت النفط، من دون الافصاح عن مزيد من التفاصيل عن الإطار الزمني لهذا التحرك الاحتجاجي. وذكر الحراري أنه لا يدري ما هي مطالب الحراس، مضيفاً أن ميناء البريقة كان يُستخدم لتصدير النفط، لكنه كان يمدّ مصفاة الزاوية في الغرب في الفترة الأخيرة. ونجحت الحكومة الأسبوع الماضي في التفاوض لإنهاء احتجاج كان يعطل حقل الشرارة ويبلغ انتاجه 340 ألف برميل يومياً في جنوب غرب البلاد. كما وافق محتجون على استئناف تشغيل ميناءي رأس لانوف والسدرة اللذين سيطروا عليهما منذ سنة تقريباً. في غضون ذلك، بدأ مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ليبيا، ناصر القدوة زيارة إلى تونس أمس، بعد زيارته طرابلس منتصف الأسبوع الماضي، استمرت 4 أيام، التقى خلالها عدداً من المسؤولين وممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، لتقريب وجهات النظر ومساعدة ليبيا في حل أزمتها السياسية والأمنية وعملية التحول الديموقراطي والحوار الوطني. وتستضيف تونس اليوم، اجتماعاً لوزراء خارجية دول جوار ليبيا يستمر ليومين، برئاسة وزير الشؤون الخارجية التونسي المنجي حامدي، وبمشاركة وزراء خارجية كل من ليبيا ومصر والسودان، وتشاد، والنيجر، والجامعة العربية وممثلين للاتحاد الإفريقي. وجاء في بيان وزارة الخارجية التونسية، أن الاجتماع سيخصص لاستعراض «التطورات الراهنة في ليبيا، وأشكال الدعم التي يمكن أن تقدمها دول الجوار لكل الجهود والمبادرات الليبية من أجل إرساء حوار وطني ليبي، واستكمال تحقيق العدالة الانتقالية، وتعزيز مؤسسات الدولة ومسار الانتقال الديمقراطي في ليبيا في كنف الأمن والاستقرار». والتقى القدوة أمس، الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي، في قصر قرطاج، حيث بحث معه الوضع الليبي والآليات الكفيلة بإيجاد حلّ توافقي يمكّن الليبيين من تجاوز صعوبات الوضع الراهن. ونقل مصدر تونسي رسمي عن القدوة قوله عقب اللقاء: «تبادلت وجهات النظر مع الرئيس التونسي حول ضرورة تضافر كل الجهود العربية لمساعدة ليبيا على استكمال مسار انتقالها الديموقراطي وبناء مؤسسات الدولة». وأكد وجود إجماع في العالم العربي وجامعة الدول العربية على المكانة المهمة لليبيا، ما يفسر الجهد العربي الجاد الذي تبذله كل الأطراف للوصول إلى حل فعلي للواقع الصعب الذي تعيشه.