دعت زوجة السفير السعودي في فرنسا فاديا آل الشيخ، زوجة رئيس الوزراء الفرنسي بينيلوب فيون إلى غداء في دار السفارة السعودية في باريس، كان مناسبة للتعرف إلى شابات سعوديات يتابعن دراستهن في فرنسا في إطار بعثات دراسية وتدريبية في ميادين مختلفة من الطب إلى العلوم السياسية والهندسة المعمارية، وهنّ الآتيات من جدّة والمنطقة الشرقية ومدن سعودية أخرى. وقدّمت الطالبات لفيون صورة عن يومياتهن في فرنسا، بلغة فرنسية طليقة، مع التوقف عند مشاكل يواجهنها، وذلك في حضور عميدة السلك الديبلوماسي في فرنسا سفيرة الأردن دينا قعوار، وسفيرة لبنان في اليونيسكو سيلفي فضل الله، ومديرة معهد العالم العربي منى خزندار، وزوجات سفراء الكويت والإمارات والبحرين، وسيدات فرنسيات من عالم الفن والطب. وقالت الشابة عبير تاشكاندي إنها جاءت إلى باريس بداية 2007، لتدرس تقنيات التخدير الطبي والعناية المركزة (anesthesie et reanimation)، وهي تخرّجت من جدّة وعملت في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني في الرياض. وقالت إنها لاحظت، من خلال دراستها، أن أفراد الجسم الطبي الفرنسي، في مختلف مجالاته، يحاولون إنشاء مدرسة خاصة بهم، بدل اتباع نظام آخر، ففي التخدير لهم نظام مختلف عن النظام الأميركي، كما تقول، مضيفة أنه أفعل. وأوضحت أنها «مبعوثة من الحرس الوطني السعودي وسأعود لأعمل هناك»، لافتة إلى أن الطالبات السعوديات بدأن يغيرن الصورة السائدة في الأوساط الفرنسية عن المرأة السعودية: «للأسف، منذ وصولي إلى فرنسا والسؤال الوحيد حول المرأة في بلدي: هل صحيح أن المرأة ينبغي أن تتحجب؟ وما رأيك في قيادة النساء للسيارات؟ وأنا أقول لهم إننا، مثل أي بلد في العالم، لدينا تقاليدنا وبعض المشاكل، وفي الوقت نفسه عندنا نساء متعلمات تبوأن مناصب ومنفتحات، وهذا أريد التحدث عنه». أما ياسمين حنفي التي تتخصص في أمراض القلب في مستشفى فوش الكبير، فقالت إنها عملت في المستشفى العسكري في جدّة وتدربت على أيدي أطباء سعوديين جيدين، لكنهم خريجو النظام الطبي الأميركي، في حين مكنتها دراستها في فرنسا من المقارنة بين النظامين لا سيما نظام SAMU الفرنسي الشهير، أو طب الطوارئ المتنقل: «وينبغي أن نستحدث مثل هذا النظام في السعودية أيضاً، حيث يرافق طبيب متنقل للطوارئ فريق الإسعاف، في حين أن تخصصَي الطب العام وطب الطوارئ في السعودية لا يحظيان بالاهتمام في مقابل اهتمام كبير بالطب التخصصي». وعبّرت عن إعجابها بنظام طب الأسرة في فرنسا، «لأنه يزيل عبئاً كبيراً عن أطباء التخصص ويريح المريض». كما تخبر، من جهة ثانية، أنها تعلمت اللغة الفرنسية في تور حيث عاشت مع عائلة فرنسية رغبت في التعرّف أكثر على الثفافة السعودية، ثم انتقلت إلى باريس حيث كانت الحياة خبرة كبيرة. وتحدثت الشابة رندة الغامدي التي تدرس العلوم السياسية في جامعة باريس-8-سان دوني، فقالت إنها تتمنى، بعد التخرّج، خوض الميدان الديبلوماسي. أما مها الميمان من الرياض، فتدرس الحقوق في جامعة آساس الفرنسية الكبرى، وهي ولدت في فرنسا حيث عمل والدها طويلاً قنصلاً للسعودية في باريس.