واشنطن - أ ف ب - أعلن مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر عن إجراء «تغييرات حقيقية» خلال السنوات الخمس المقبلة للحؤول دون تكرار تسريب معلومات سرية على غرار ما حصل مع موقع «ويكيليكس». وكلابر الذي يشرف على كل وكالات الاستخبارات في الولاياتالمتحدة وهو بالتالي اكبر مستشاري الرئيس باراك اوباما في هذا المجال، وصف قضية «ويكيليكس» بأنها «حادث رهيب» دفع بالسلطات الأميركية إلى «إدخال تغييرات» في مراقبة وسائل الإعلام. وأضاف: «علينا أن نبذل المزيد من اجل حماية المعطيات وأن نتأكد أننا نتقاسمها مع أشخاص مصرح لهم بالاطلاع عليها». وفي كلمة ألقاها في واشنطن في مركز الأبحاث الاستراتيجية الدولية (سي اس أي اس) أوضح أن الإصلاحات بدأت من اجل «تحسين تصنيف وتوصيف ورصد المعطيات» لمتابعتها ومعرفة من يتقاسمها. وقال مدير الاستخبارات الأميركية: «إننا نتوقع تغييرات حقيقية وواضحة خلال السنوات الخمس المقبلة». وأضاف أنها «هيكلية جديدة» تهدف إلى «منع وقوع حادث جديد مثل ويكيليكس»، ذلك الموقع الإلكتروني الذي نشر آلاف الوثائق الأميركية السرية والتي اتهم بتسريبها الجندي الأميركي برادلي مانينغ الذي كان محلل استخبارات في العراق. وقال كلابر إن الإصلاح يهدف «في آن واحد إلى تعزيز الأمن وترقية تقاسم» المعلومات، موضحاً: «إذا علمت أين تذهب المعطيات ومع من تتقاسمها فإن بإمكانك أن تمضي قدماً»، معتبراً أن ذلك سيسمح للسلطات بأن تكون «اكثر سرعة وفعالية». وأكد أن «الهدف هو التوصل إلى الصيغة الأمثل ما بين مسؤولية تقاسم (المعلومات) وحمايتها». وتابع: «بصراحة كنا دائماً نتحمل مسؤولية رصد الأخطار الداخلية لكن ويكيليكس زاد من حساسيتنا في هذا المجال». والجندي برادلي مانينغ متهم بتسريب الوثائق إلى «ويكيليكس» وقد يصدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة بتهمة «التخابر مع العدو» إذا أحيل أمام المحكمة العسكرية في الربيع المقبل كما هو محتمل. غير أن كلابر قال في الوقت ذاته إن المسؤولين الأميركيين يحرصون على ضمان انتشار المعلومات المقصود بثها دون فرض المزيد من العراقيل الضخمة أمام ذلك.