واشنطن – أ ف ب - برادلي مانينغ الجندي الشاب الذي يعتقد أنه مصدر الوثائق السرية التي نشرها موقع «ويكيليكس» وأحرجت الديبلوماسية الأميركية، خبير في شؤون الاستخبارات معروف بمثاليته ونضاله دفاعاً عن مثليي الجنس في الجيش. وكان اعتقل في ايار (مايو) 2010 بعدما نشر «ويكيليكس» شريط فيديو عن مقتل مدنيين خلال قصف نفذته مروحية اميركية في العراق. والتحق مانينغ المولود في اوكلاهوما (جنوب) بالجيش الاميركي عام 2007 بعد طفولة تعرض خلالها لمضايقات رفاقه، لأنه مثلي الجنس وبسبب افكاره. واكتشف بسرعة في بغداد صرامة قواعد وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، خصوصاً قانون: «لا تسأل ولا تخبر» الذي يفرض على مثليي الجنس إخفاء ميولهم الجنسية، تحت تهديد ترك الجيش. ويسعى البيت الأبيض قبل نهاية السنة الجارية الى دفع الكونغرس الى إلغاء القانون الذي اقرّ عام 1993، ويعتبر مانينغ من اشد معارضيه، بحسب ما قال احد اصدقائه في سجن اميركي في فيرجينيا (شرق) الذي نقل اليه في تموز (يوليو) الماضي، موضحاً ان «مانينغ وجد نفسه شبيهاً بشعبي العراق وافغانستان اللذين عانيا من السياسة الحربية للإدارة الاميركية». وأضاف: «انتابه الشعور نفسه كعضو في اقلية تعامل في شكل غير عادل في الجيش الأميركي والمجتمع الأميركي في شكل عام». ويرى بعض المقربين منه في تصريحات أدلوا بها هذا الصيف الى صحيفة «نيويورك تايمز» ان يأس مانينغ من اضطراره لقبول القانون دفعه، بصفته محللاً للاستخبارات، الى الاطلاع على كمية من المعطيات عبر شبكة «سيبرن» (سيكريت انترنت بروتوكول روتر نيتوورك) المحمية لتبادل المعلومات بين فروع الإدارة الأميركية. وفي احاديث على الانترنت مع قرصان معلوماتية شهير يدعى ادريان لامو كشفتها مجلة «وايرد»، قال الأخير ان مانينغ نسخ بيانات لشبكات سرية، وسلمها الى استرالي ابيض الشعر هو جوليان اسانج، احد مؤسسي «ويكيليكس». وكتب لامو ان «هيلاري كلينتون وعشرات الآلاف من الديبلوماسيين في العالم سيصابون بنوبات قلبية عندما يستيقظون، ويجدون ان فهرساً كاملاً من البرقيات السرية حول السياسة الخارجية اصبح في متناول الجميع». ومطلع تموز (يوليو)، وجهت الى برادلي مانينغ ثماني تهم جنائية واربع تهم اخرى تتعلق بانتهاك النظام العسكري. واذا ادين قد يحكم عليه بالسجن 52 سنة.