أكد رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» في لبنان وليد جنبلاط أن «وحدها الهوية العربية تحمي لبنان»، مشدداً على ضرورة «إعادة التركيز على مضامين الطائف» بعد الانتخابات النيابية المقبلة. وإذ ثمّن «الورقة السعودية» الى قمة الدوحة باعتماد الحوار لحل الخلافات، رأى ان «فلسطين تبقى بانتظار التوافق العربي المفقود وحكومة الوحدة». وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر اليوم، إنه «بمعزل عما قد يتولد من حلول في الدوحة أو غير الدوحة، تبقى فلسطين في الانتظار، وتبقى غزة وأهلها بين الركام والأنقاض، ويستمر تهويد مدينة القدس، وتتواصل سياسة التوسع الاستيطاني والحصار على حاله، تبقى فلسطين بانتظار التوافق العربي المفقود وحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي لم تر النور بعد بسبب تفاقم الخلافات داخل البيت الواحد». وسأل: «كيف السبيل الى التعاطي مع التطرف الاسرائيلي المقبل الذي لا يختلف كثيراً عن التطرف السابق الذي قاد الحروب المتلاحقة ضد لبنان وغزة والضفة الغربية وواصل سياسة الاستيطان والتهويد وبناء جدار الفصل العنصري وسياسة الهدم والتدمير والقتل، في ظل الانقسام العربي والفلسطيني؟»، مضيفاً: «لماذا لا ترتقي كل القوى الفلسطينية الى مستوى المسؤولية والتحدي وتتعالى على خلافاتها الصغيرة وتجاذباتها وتشرع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تراعي مختلف المكونات وتؤسس لمرحلة جديدة يكون عنوانها الرئيس دراسة سبل مواجهة الاحتلال الاسرائيلي؟ كيف السبيل لبناء رؤية عربية وفلسطينية جديدة لمواجهة التحديات الآتية، لا سيما أن مشروع الدولتين أصبح على مشارف الاحتضار؟». وأكد جنبلاط أن «استمرار معاناة الشعب الفلسطيني في غزة جراء الحصار وتأخير مشاريع البناء والإعمار يحتمان تسريع المصالحة الوطنية الفلسطينية والإفراج عن الأموال المرصودة بهدف تغيير الواقع القائم على الارض»، مذكراً في الاطار نفسه ب «الواقع الانساني للمخيمات الفلسطينية الذي لا يجوز السكوت عنه لأنه ينم عن سياسة تمييز عنصري». ودعا الى «معالجة سريعة تبدأ بقرار رسمي يقضي بالخروج من العقد التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني والدخول في عصر جديد يواكب الشكل الجديد من العلاقات اللبنانية - الفلسطينية التي تتجه أكثر فأكثر نحو الاحترام المتبادل والالتزام اللبناني بالقضية الفلسطينية». وقال: «نهر البارد لا يزال ينتظر الشروع في خطط إعماره وقد تأخرت كثيراً لأسباب غير منطقية وغير مفهومة»، مؤكداً أن «الشعب الفلسطيني في المخيم ليس مسؤولاً عن تلك الحرب». وثمّن جنبلاط «مضمون الورقة السعودية التي قدمت الى القمة العربية والتي أشارت الى ضرورة اعتماد الحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات السياسية العربية»، معتبراً أنها «تأتي استكمالاً للمصالحات العربية التي سبق وانطلقت في قمة الكويت»، وقال: «تبقى طبعاً متابعة مدى التزام بقية الاطراف العربية بهذه المقاربة، ومدى استعدادها لتطبيقها على الارض». وعن الانتخابات النيابية، تمنى جنبلاط «لو أن تهافت المرشحين من كلا الفريقين في إطلالاتهم الانتخابية كان يحاكي الملفات الاقتصادية الاجتماعية المتفاقمة عوض السعي الحثيث للدخول الى جنة المجلس النيابي المقبل»، معتبراً أن «المقاعد الجلدية الوثيرة تحت قبة البرلمان ليست للوجاهة بل للتمثيل الصحيح». وسأل: «هل يفكر المرشحون بذلك أم أنهم مأخوذون حصراً بالأضواء؟». وأشار الى أن «البعض ينسى أو يتناسى أن اتفاق الطائف نص على الهدنة مع إسرائيل التي تعني تجميد حال الحرب من دون الدخول في السلم»، داعياً «بعد التفرغ من العملية الانتخابية» الى «اعادة التركيز على مضامين اتفاق الطائف، لا سيما لناحية عروبة لبنان، لأن بعض الشعارات التي استخدمت كالمجتمع المدني سقطت، فيما يوازي مصطلح المجتمع الأهلي ما معناه المجتمع القبلي، لذلك وحدها الهوية العربية تحمي لبنان».