إنه جزء أصيل من الإرث «الثوري» الذي خلّفه العبقري الراحل ستيف جوبز، بتبنيه التطبيقات Applications كأساس في الأجهزة الإلكترونية الذكية، بغض النظر عن أنواعها ومسمّياتها، إذ تنبّه جوبز إلى النجاح الذي أحرزه «آي بود» iPod بفضل اعتماده على مخزن التطبيقات «آي تيونز» iTunes الذي كان مقتصراً على نوع وحيد هو الموسيقى، وعمد إلى تعميم التجربة على نطاق أوسع. صنع جوبز اللوح الرقمي «آي باد» iPad، الذي يعتمد في عمله كليّاً على التطبيقات المتوافرة في مخزني «آبس ستور» Apps Store و«آي تيونز»، وقد توسعت في شكل انفجاري بحيث باتت تغطي مناحي الحياة اليومية بتفاصيلها. وفجّر الأمر ثورة في صناعة الكومبيوتر. ودخلت أجهزة المعلوماتية والاتصالات المتطوّرة في منعطف يمكن تسميته، من دون مجازفة كبيرة، «زمن التطبيقات». في التفوّق على «الويب» وبحسب شركة «فلاغ شيب» Flag Chip للمشاريع، إحدى أكبر شركات تطوير تطبيقات الهواتف الذكية في منطقة الشرق الأوسط، فإن هذه التطبيقات تفوّقت على شبكة «الويب» في عدد الساعات التي يستعمل فيها الجمهور هاتين الوسيلتين. وتتكوّن التطبيقات من برامج كومبيوتر غالباً ما تكون صغيرة وسهلة الاستعمال، إضافة إلى كونها متخصّصة بشيء معين بعينه. وتميل التطبيقات إلى «ارتداء» أكثر من شكل، كي تتناسب مع أذواق الجمهور المتنوّعة. مثلاً، هناك تطبيق «آي قرآن» iQuran، الذي يقدّم نصوص القرآن الكريم كاملة، مع قراءات بأصوات مقرئين مشهورين (مثل الشيوخ محمود خليل الحصري وعبدالباسط عبدالصمد وأبو العينين شعيشع وغيرهم). وفي تنويعات هذا التطبيق، أنه يوفر شروحاً للآيات من مصادر مختلفة، كما يقدّم ترجمة لمعانيها في أكثر من لغة، ويعطي قراءة لهذه التفسيرات أيضاً. ويلاحظ أن هذا التوسّع الانفجاري في التطبيقات الذكية القابلة للاستخدام على أجهزة مختلفة، خصوصاً الخليوي والألواح الذكية، شرع في الدخول تدريجياً إلى العالم العربي. وأشارت الشركة إلى أن عدد ساعات استخدام تطبيقات الهواتف الذكية، تصاعدت في الآونة الأخيرة في شكل كبير، بالمقارنة بطرق تقليدية مثل تصفح «الويب» عبر الكومبيوتر. واعتبرت هذا الأمر مؤشراً إلى تزايد شعبية تطبيقات الهواتف الذكية، كما يشرع الباب واسعاً أمام نضوج هذا القطاع عربياً في شكل كبير خلال الفترة المقبلة. ووفقاً لدراسة واسعة أجرتها شركة «فليري» Flurry الدولية، فإن الوقت الذي يقضيه مستخدمو تطبيقات الهاتف الذكي يزيد ب9 في المئة عن الوقت المستخدم لتصفح الإنترنت عبر الكومبيوتر. وقبيل ختام عام 2011، وصل معدل استخدام تطبيقات الهاتف الذكي يومياً إلى 81 دقيقة للمستخدم، بالمقارنة ب74 دقيقة تُستعمل لتصفح الإنترنت عبر أجهزة الحاسوب بأنواعها. ورأى الحسن أن مديري الشركات في الشرق الأوسط «لا يأخذون في الاعتبار جدياً هذه التطبيقات كوسيلة استراتيجية فعّالة لإدارة حملاتهم في الاتصال مع الجمهور، على رغم شعبيتها الكبيرة لدى فئات اجتماعية واسعة ومتنوّعة». التطبيقات الإسلامية كشفت شركة «فلاغ شيب» أن التطبيقات التي تتعامل مع الخليويات الذكية «هي الأكثر شعبية عالمياً، خصوصاً ما يتّصل منها بخدمات الشبكات الرقمية الاجتماعية والألعاب الإلكترونية، وتليها تطبيقات الأخبار والتسلية». ولاحظت أن التطبيقات الذكية المخصصة للهاتف المحمول، تشمل أنواعاً فائقة التنوّع في العالم العربي. وثمة انطباع أن أكثر التطبيقات شعبية هي تلك التي توفر التسلية والأغاني وأخبار المجتمع والقرآن والتطبيقات الإسلامية ومواقيت الصلاة وأوقات التقويم الهجري».