اشارت مصادر أهلية فلسطينية إلى «تدهور اقتصادي شديد» تعاني منه أسواق قطاع غزة نتيجة الشلل الذي أصاب عملية تهريب البضائع للقطاع عبر الأنفاق، مشيرة إلى تضاعف أسعار البضائع الموجودة حالياً، وجميعها كان مخزناً لدى بعض تجار القطاع. وأكدت المصادر أن الإجراءات الأمنية المصرية والمداهمات المستمرة للشريط الحدودي مع قطاع غزة، والذي بدأ بمناطق البراهمة والبرازيل وامتد الى بقية الأماكن، أدت الى خشية المهربين من ايصال البضائع إلى رفح تحسباً لمصادرتها، وبالتالي بدأوا بتخزينها في مدينة العريش (شمال سيناء) إلى أن قامت السلطات المصرية بمنع دخول البضائع إلى سيناء عبر كوبري السلام. وعلى صعيد متصل، قام بعض أصحاب الأنفاق في الجانب الفلسطيني بإغلاقها أمام حركة تهريب البضائع خشية استهدافها وتدميرها. وفي السياق نفسه، تضرر عدد كبير من التجار داخل مدينه العريش المصرية، خصوصاً تجار قطع غيار السيارات، من الإجراءات الجديدة التي اتخذتها السلطات المحلية المصرية بتوقيف الشاحنات المحملة بالبضائع عند مدخل كوبري السلام قبل دخولها سيناء، وعدم السماح لها بالوصول الى العريش خشية تهريبها إلى قطاع غزة، وهذا ما حدا بالتجار الى التجمع أمام مديرية الأمن ولقاء قيادات أمنية منحتهم وعوداً بحل المشكلة. وبين الإجراءات الأمنية المصرية وإغلاق بعض أنفاق، يدور جدل كبير منذ أيام في شأن آلية جديدة لحفر الأنفاق في الجانب الفلسطيني مع مصر على مسافات كبيرة تبلغ 60 متراً وفق تقنية عالية تحول دون اكتشافها أو تدميرها والمس بها. وكان عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية شن حملة خلال الأيام الماضية أعرب فيها عن قلقه من استمرار تهريب السلاح إلى غزة على رغم التعاون المصري الأميركي في وقف التهريب بكل أنواعه. ونقلت صحيفه «معاريف» الخميس الماضي عن مصدر أمني قوله إن حركة «حماس» نجحت في كسر الرقم القياسي في حفر الأنفاق على حدودها مع مصر بعمق 60 متراً تصعب معها إمكان المس أوالإضرار بها من الجو، على رغم صعوبة الحفر على مسافة 60 متراً لوجود مياه جوفية. لكنه تابع انهم يقومون بشفط المياه وضخ الأوكسجين فيها حتى يتمكنوا من التنفس. من جانبها، قالت مصادر أمنيه مصرية ان هناك صعوبة كبيرة في حفر أنفاق تصل أعماقها إلى 60 متراً لوجود الخزان الجوفي في بعض المناطق، خصوصاً القريبة من شاطئ البحر المتوسط على أعماق تتراوح ما بين 25 إلى 30 متراً، إضافة إلى عوامل أخرى منها نقص الأوكسجين داخل الأنفاق، ما يتطلب وجود فتحات للتهوية، كما أن درجات الحرارة المرتفعة على تلك الأعماق تتطلب تجهيزات خاصة، مضيفة ان كل هذه العوامل يجعل من الصعب حفر أنفاق على مسافه 60 متراً، وأقصى عمق وصل إليه نفق هو ما بين 18 إلى 20 متراً.