ثورات الغضب التي اجتاحت دولاً عربية عدة فسقطت أنظمة وترنحت أنظمة أخرى، جعلتني أمارس هواية جديدة هي جمع الرسوم الكاريكاتورية عن هذه الثورات كما نشرتها الصحف الإنكليزية، اللغة التي أقرأها كل يوم. الهواية تعود الى آب (أغسطس) من السنة الماضية وقد اقتربَتْ نهاية معمر القذافي ونظامه، فكثرت الرسوم الكاريكاتورية عنه الى درجة لفتت نظري، فقررت الاحتفاظ بأفضلها. وسأقدم اليوم بعض ما عندي منها: - سيل من الماء والدماء وسط مبان مهدمة، ومعمر القذافي يخرج متحدياً من مجرور رافعاً قبضة يده. (الصنداي تايمز 2011/8/28). - صدام حسين يؤشر بيده من الجحيم الى معمر القذافي لينضم إليه، والقذافي يشير الى بشّار الأسد الواقف خلفه ويقول له: «أنت أولاً». (الإندبندنت أون صنداي 2011/8/28). - معمر القذافي في عين عاصفة إطارها الخارجي من شهداء الثورة الليبية، مع كلمات تقول «طريق الدمار». (التايمز 2011/8/29). - القذافي في عين العاصفة مرة اخرى، ويحمل بيده سلة فيها سيف الإسلام، وهذا يقول: نحن مستعدون للتفاوض، وأبوه يرد عليه: لا أعتقد أننا لا نزال في الحكم. (الإندبندنت 2011/8/29). - معمر وسيف الإسلام في قعر ساحة رملية ملأى بالجثث عليها ملاك الموت، وسيف الإسلام يقول: نحن مستعدون للتفاوض (الغارديان 2011/8/30). - القذافي محاولاً الفرار متنكراً على شكل جمل نصفه يخبئ ابنه، وهو يحمل حقيبة تتناثر منها الفلوس ويقول: اخرسْ يا سيف واستمِرَّ في المشي. (التايمز 2011/8/31). - صورة بئر نفط وعمود حديدي يضرب على رأس القذافي، ورأس أجنبي على الطرف الآخر للعمود يتحدث عن الجانب النفطي في التدخل الغربي. (التايمز 2011/9/3)... أتوقف هنا لأقول إن القارئ ربما لاحظ ان هذه الرسوم الكاريكاتورية نُشرت على مدى ايام قليلة قبيل سقوط نظام القذافي في صحف غربية، وقد عدت اليها بعد أن وجدت أن سورية وبشار الأسد اليوم موضوع رسوم كاريكاتورية تزيد أضعافاً على ما جمعت من صور ليبيا. وعندي منها: - بشار الأسد على ورقة خضراء ويده حمراء تقطر دماً وهناك كلمات: الخريف العربي (الاوبزرفر 2011/8/28). - نصب لبشار الأسد دُمرت قاعدته فبقي في الهواء، وعلى جداره عبارة: التضامن مع علي فرزات (نيويورك تايمز وهيرالد تربيون 2011/9/20). - مرجل يغلي والدماء تنسكب من جوانبه، وفي الوسط تمتد رقبة فوقها رأس بشار الأسد (الصنداي تايمز 2011/11/20). - صورة لبشار الأسد وهو يعلق دمى مشنوقين على شجرة عيد الميلاد (التايمز 2011/12/14). - زعماء عرب يتأرجح كل منهم على نابض (زنبرك)، وهم من الشمال: زين العابدين بن علي، حسني مبارك، علي عبد الله صالح... ثم بشار الأسد يحمل سكيناً تقطر دماً وبعده معمر القذافي، وكلهم ينظر الى الرئيس السوري وينتظر أن يلحق بالركب (الإندبندنت 2012/1/2). - بحر من الدم لا يظهر من وسطه سوى رقبة بشار الاسد ورأسه، وفي يده خنجر مغروس في أجسام الضحايا. (الصنداي تايمز 2012/1/8). - بشار الأسد في دبابة يهتف من بوق: قف، وأمامه وفوقه قدم التاريخ ونعل هائل يدوس على الحواجز (الكويت تايمز 2012/1/9). - بشار الأسد يتحدث من مذياع ويقول: عندنا ديموقراطية، وبعدها: صوت واحد لرجل واحد، ثم: هو أنا. (نيويورك تايمز وهيرالد تريبيون 2012/1/12). - رسم عبارة عن لوحة تضم دوائر حمراً كثيرة وإلى جانبها بشار الأسد وهو يقول: عندي آخرون للقيام بالمهمة (الديلي تلغراف 2012/1/14). - صورتان لبشار الأسد يقول في الاولى منهما: أمنح عفواً عن الجرائم التي ارتُكبت خلال الثورة، وفي الثانية يقف في بحر من الدم ويقول: ارتحنا. (التايمز 2012/1/16). - بشار الأسد يتلقى اتصالاً هاتفياً، وخلفه مشهد من المواجهات المسلحة في الشوارع وهو يقول: تريد أن نوقف القتل؟ عذراً هناك ضجيج كثير حولي لا أسمعك (نيويورك تايمز 2012/1/16)... تجاوزت في ما سبق رسوماً كثيرة على مواقع غربية على الإنترنت، لأنني لا أعرف مصدرها أو أين نُشرت، واكتفيت بالرسوم في الصحف الكبرى، وهي أضعاف الرسوم عن معمر القذافي، فهل تتحدث عن نهاية واحدة؟ يبدو ان الصحافة الغربية ترجح ذلك. [email protected]